وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (١) قال عليهالسلام : «هو الرجل يقول : لو لا فلان لهلكت ، ولو لا فلان لأصابني (٢) كذا وكذا ، ولو لا فلان لضاع عيالي ، أترى أنه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه».
قيل : فيقول : لولا أن منّ الله ، عليّ بفلان لهلكت.
قال عليهالسلام : «نعم ، لا بأس بهذا» (٣).
فالرب من بعض الجهات من الوسائط لا المبدأ ، إذ لو كان من هذه الجهة ربا لذاته ومفيضا لا بواسطة غيره لكان ربا على الإطلاق بالذات من كل الجهات ، وهذا خلف ، وهذا معنى إطلاقه على العبيد حيث أطلق كقوله تعالى : (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) (٤).
ولذا لا يطلق حينئذ إلا مضافا لأن المخلوق ليس ربا مطلقا بل واسطة لتربية بعض الأشياء من بعض الجهات في بعض الأحوال ، فأضيف إلى مرباه أو بعض جهاته الملابسة له لكفاية أدنى الملابسة في الإضافة.
ومنه يظهر أن المضاف المطلق على المخلوق غير المطلق على الخالق سواء أضيف حينئذ إلى العام نحو رب الناس ، ورب العالمين ، ورب كل شيء ، أو الخاصّ نحو ربي وربك وربه ، فإنّ المعنيين متغايران من دون جامع حقيقي بينهما وإن كان من حيث بعض الاعتبارات حسب ما هو المقرّر في سائر الأسماء المشتركة بحسب الظاهر بين الخلق والخالق كالعالم والقادر والحي وغيرها.
وأما مطلق المعرّف باللام فلا يطلق إلا على الله سبحانه كما صرّح به
__________________
(١) يوسف : ١٠٦.
(٢) في تفسير العياشي : ط طهران العلمية الإسلامية : «لأصبت كذا وكذا ...».
(٣) في تفسير العياشي : لو لا أن الله منّ عليّ بفلان لهلكت.
(٤) يوسف : ٤٢.