عن مجاهد (١) كونها مدنية ، وعن بعضهم أنها نزلت مرتين : مرة بمكة ومرة بالمدينة (٢).
روى الفخر الرازي (٣) في تفسيره عن الثعلبي (٤) بإسناده عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال :
«نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش» (٥).
__________________
المفسرين الحفاظ والرؤساء في العربية ومفردات اللغة وأيام العرب والنسب ، ولد سنة (٦١) ه ومات بواسط في الطاعون سنة (١١٨) ه ـ تذكرة الحفاظ : ج ١ / ١١٥.
(١) هو مجاهد بن جبر ، أبو الحجاج المكي مولى بني مخزوم كان من المفسرين أخذ التفسير عن ابن عباس ، قرأه عليه ثلاث مرات يقف عند كل آية يسأله : فيم نزلت وكيف كانت؟ ولد سنة (٢١) ه وتوفي سنة (١٠٤) أو قبلها ـ الأعلام : ج ٦ / ١٦١.
(٢) قال السيوطي في الإتقان ص ١٢ : سورة الفاتحة ، الأكثرون على أنها مكية ، بل ورد أنّها أوّل ما نزل ، واستدل لذلك بقوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) في سورة الحجر وقد فسرها صلىاللهعليهوآلهوسلم بالفاتحة كما في الصحيح ، وسورة الحجر مكية بالاتفاق وقد امتن على رسوله فيها بها فدل على تقدم نزول الفاتحة عليها ، وبأنه لا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة ولم يحفظ أنه كان في الإسلام صلوة بغير الفاتحة ، ذكره ابن عطية وغيره وقد روى الواحدي والثعلبي من طريق العلاء بن المسيب عن الفضل بن عمرو عن علي بن أبي طالب قال :
«نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش».
واشتهر من مجاهد القول بأنها مدنية ، وقال الحسين بن فضل : هذه هفوة من مجاهد لأن العلماء على خلاف قوله.
(٣) هو محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين المعروف بفخر الدين الرازي كان من المهرة في عهده في المعقول والمنقول وعلوم الأوائل ، أصله من طبرستان ، وولد في الري سنة (٥٤٤) ه وتوفي في هراة سنة (٦٠٦) ه وله مصنفات منها : «مفاتيح الغيب» في التفسير ـ الأعلام : ج ٧ / ٢٠٣.
(٤) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري ، مفسر من كتبه «الكشف والبيان» يعرف بتفسير الثعلبي ، توفي «٤٢٧» ه وفيات : ج ١ / ٢٢.
(٥) مفاتيح الغيب : ج ١ / ١٧٧.