وعنه بإسناده عن عمرو (١) بن شرحبيل أنه قال :
«أول ما نزل من القرآن (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أسر إلى خديجة رضي الله عنها ، فقال : لقد خشيت أن يكون خالطني شيء ، فقالت : ما ذاك؟ قال : إني إذا خلوت سمعت النداء : اقرأ ، ثم ذهب إلى ورقة (٢) بن نوفل واسأله من تلك الواقعة ، فقال له ورقة : إذا أتاك فاثبت له ، فأتاه جبرئيل عليهالسلام فقال : قل : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)» (٣).
وقد يستدل له أيضا بالاتفاق على كون سورة الحجر مكية مع أن من آياتها قوله : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) (٤) الآية ... الدالة على أنه تعالى آتاه فيما تقدم السبع المثاني المفسر بالفاتحة بالأخبار المستفيضة (٥) وغيرها ، وبأنه يبعد أن يقال : إنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أقام بمكة بضع وعشر سنين وصلى هو وأصحابه من دون فاتحة الكتاب مع أنه ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنه لا صلاة إلا بها (٦).
__________________
(١) هو عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة الهمداني الكوفي تابعي جليل ، شهد صفين مع أمير المؤمنين عليهالسلام ، توفي في أيام عبيد الله بن زياد ، وصلى عليه شريح القاضي.
(٢) هو ورقة بن نوفل بن أسد القرشي ، حكيم اعتزل الأوثان قبل الإسلام ، توفي سنة (١٢).
(٣) مفاتيح الغيب : ج ١ / ١٧٧.
(٤) الحجر : ٨٧.
(٥) في تفسير الصافي : العياشي عن الصادق عليهالسلام أنه سئل عن هذه الآية فقال :
«هي سورة الحمد ، وهي سبع آيات منها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، إنما سميت بالمثاني لأنها يثنى في الركعتين».
وعن أحدهما عليهماالسلام أنه سئل عنها فقال :
«فاتحة الكتاب يثنى فيها القول».
وكذا في «المجالس» عن السجاد عليهالسلام ، وفي «المجمع» عن علي عليهالسلام وهكذا عن الباقر والصادق عليهماالسلام وفي «الاحتجاج» عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث :
«زاد الله محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم السبع الطول ، وفاتحة الكتاب وهي السبع المثاني ... إلخ».
(٦) تقدم عن المستدرك : ج ٤ / ١٥٨ ، ح ٥ ، عن عوالي اللئالي ج ١ / ١٩٦ ، ح ٢.