وأما كلماتها فتسع وعشرون كلمة مع البسملة ، وربما يقال بخلاف ذلك على زيادة أو نقيصة لاختلاف الاعتبارات في عدّ الكلمات ، فإنهم لم يعدّوا مثل الواو والفاء والباء وساير الحروف المفردة بل الألف واللام كلمة مستقلة ، مع أنها كلمات من الحروف ، والخطب سهل فيه ، وكذا في اختلافهم في اعتبار الحروف وأن المعدود منها هل هو الحروف الملفوظة أو المكتوبة أو كل منهما ، وإن لم أجد في ذلك كلاما محرّرا لهم ولا لعلماء الحروف والأعداد.
نعم ، ذكر الشهيد الثاني (١) في «الروضة» في شرح قول الشهيد (٢) رحمة الله عليه : «فإن لم يحسن يعني المصلي شيئا من الفاتحة قرء من غيرها بقدرها» قال : أي بقدر الحمد حروفا فإن حروفها مائة وخمسة وخمسين حرفا بالبسملة إلا لمن قرء (مالك) فإنها يزيد حرفا) (٣).
واعترضه جمال المحققين (٤) بأنه إما أن يعتبر الحروف الملفوظة أو المكتوبة
__________________
(١) الشهيد الثاني : زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد بن محمد العاملي الشامي الجبعي ، أمره في الثقة والجلالة والعلم والزهد والعبادة والورع وكثرة التحقيق أشهر من أن يذكر ، ومحاسنه وأوصافه الحميدة أكثر من أن تحصر ، ولد ثالث عشر شوال سنة (٩١١) ه وختم القرآن وعمرة تسع سنين ، واستشهد في رجب سنة (٩٦٦) ه.
قال المؤلف في منظومته «نخبة المقال» في تاريخ ولادته وعمره وشهادته :
وشيخ والد بهاء الدين |
|
القدوة التحرير زين الدين |
ميلاده «شهيد الثاني» وقد |
|
عمر خمسين وخمسا فشهد |
(٢) الشهيد إذا أطلق أو قيد بالأول فهو الشيخ لأجل الأفقه أبو عبد الله محمد بن مكي بن محمد بن العاملي رئيس المذهب والملة ، كان بعد المحقق على الإطلاق أفقه فقهاء الآفاق ، ولد سنة (٧٣٤) واستشهد بالسيف والصلب والرجم والإحراق بدمشق سنة (٧٨٦) ه رضوان الله عليه.
(٣) شرح اللمعة الدمشقية : كتاب الصلاة ، الفصل الثالث في كيفيتها.
(٤) جمال المحققين : محمد جمال الدين بن آقا الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري