لا تعطيل لها في كل مكان يعرفه بها من عرفه ، وإن أبيت من إطلاق الذات عليهم فلاحظ قول مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في خبر الأعرابي حيث سئله عن النفس إلى أن قال عليهالسلام في النفس اللاهوتية الملكية : «إنها قوة لاهوتية ، وجوهرة بسيطة حية بالذات ، أصلها العقل منه بدت ، وعنه دعت ، وإليه دلّت وأشارت ، وعودتها إليه إذ كملت وشابهته ، ومنه بدئت الموجودات ، وإليها تعود بالكمال ، فهي ذات الله العليا ، وشجرة طوبى ، وسدرة المنتهى ، وجنة المأوى (١).
وأيضا في الخبر المشهور في الألسنة وإن لم يحضرني موضعه الآن : «لا تسبوا عليا فإن ذاته ممسوس أو ممسوس بذات الله» (٢).
ثانيهما : الربوبية إذ مربوب ذكرا أو عينا وظهورا ، وهذه الربوبية بهذا القيد من صفات الفعل ، كما أن الأولى من صفات الذات.
إذا عرفت هذا فاعلم أنه قد ورد في خطبة مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام وكذا في خطبة مولانا الرضا عليهالسلام : «له معنى الربوبية إذ لا مربوب» (٣) والظرف إما قيد للربوبية وإما ظرف للثبوت الذي تعلق به الجار ويؤيده قوله عليهالسلام بعد ذلك : «وله حقيقة الالهية إذ لا مألوه ومعنى العالم إذ لا معلوم ، ومعنى الخالق ولا مخلوق ، وتأويل السمع ولا مسموع ، ليس مذ خلق استحق معنى الخالقية ، ولا بإحداثه البرايا استفاد معنى البارئية ، كيف ولا تغيّبه مذ ، ولا تدنيه قد ، ولا يحجبه لعلّ ، ولا يوقته متى ، ولا يشتمله حين ، ولا تقارنه مع ، إنما تحدّ الأدوات أنفسها ، وتشير الآلة إلى نظائرها (٤)».
__________________
(١) شرح الأسماء الحسنى ، ملا هادي السبزواري : ج ٢ / ٤٦.
(٢) بحار الأنوار : ج ٣٩ / ٣١٣ ، «مناقب آل أبي طالب» ج ٣ / ٢٢١.
(٣) بحار الأنوار : ج ٤ / ٢٨٥ ، ح ١٧ ، عن «التوحيد».
(٤) بحار الأنوار : ج ٤ / ٢٢٩ ، ح ٣ ، عن «التوحيد» و «العيون».