وكذا الحال في سائر الصفات الذاتية من العلم والوجود والقدرة والسمع والبصر وغيرها.
ولذا قال مولانا الصادق عليهالسلام : «كان الله (١) ربنا عزوجل والعلم ذاته ولا معلوم ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر» (٢) الخبر.
على حد ما سمعت من خطبهم عليهمالسلام له معنى الربوبية إذ لا مربوب وحقيقة الإلهية إذ لا مألوه ومعنى العالم ولا معلوم ومعنى الخالق ولا مخلوق وتأويل السمع ولا مسموع» (٣).
ومرجع الجميع إلى إثبات وجود هو علم ، هو قدرة ، هو حياة ، هو ربوبية ، إلى غير ذلك حسب ما يأتي بيانه في مقامه ، ولذلك كان كمال التوحيد نفي الصفات ، لأن الاقتران دليل الحدوث والتعدد والتجرية والافتقار ، وهذه الربوبية هي التي يجب تنزيلهم عنها.
كما ورد عنهم : «نزّلونا عن الربوبية وارفعوا عنّا حظوظ البشرية ، فإنّا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا في حقنا ما استطعتم فإن البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال لم وبم وممّ فقد كفر» (٤).
وفي الخطبة النورانية : «لا تدعونا أربابا وقولوا فينا ما شئتم ، ففينا هلك من
__________________
(١) في المصدر : «لم يزل الله عزوجل ربنا والعالم ذاته ...».
(٢) الكافي : ج ١ / ١٠٧ ، ح ١ ، باب صفات الذات.
(٣) بحار الأنوار : ج ٤ / ٢٢٩ ، ح ٣.
(٤) في مشارق الأنوار : ص ٦٩ : «نزهونا عن الربوبية وارفعوا عنا حظوظ البشرية ، يعني الحظوظ التي تجوز عليكم فلا يقاس بنا أحد من الناس ، فإنا نحن الأسرار الإلهية المودعة في الهيا كل البشرية ، والكلمة الربانية الناطقة في الأجساد الترابية ، وقولوا بعد ذلك ما استطعتم فإن البحر لا ينزف ...».