وربوبية إذ لا مربوب ، فيكون ذاته محلا للحوادث (تعالى الله عن ذلك).
وإن كانتا قديمتين تعددت القدماء ، فإذا ثبت حدوثها فلا تخلو إما أن تكون من الأمور الاعتبارية التي ليس لها تحقق ولا تحصل في الخارج إلا مجرد الفرض والاعتبار ، كما هو الشأن في الأمور الاعتبارية ، أو أنها من الأمور المتأصلة في الوجود المتحصلة في الشهود الخاضعة لحضرة المعبود ، لا سبيل إلى الأول إذ النسبة تقتضي تحقق النسبتين معها في صقع عالمها ، ومجرد الفرض والاعتبار فرع الفارض والمعتبر ، وتعالى الحق عن ذلك ـ لأنه لا يهمّ ولا يفكّر ولا يضمر ولا يروّى ، بل فعله إيجاده لا من شيء ، وإنما الفعل منه إحداثه وإبداعه فلا يجري عليه ما هو أجراه على خلقه.
مع أن المربوبات من أنواع الكائنات منتسبون إلى الربوبية ، منها نشأت ، وإليها انتسبت.
فإذا كانت الربوبية أمرا اعتباريا فالمربوب أولى وأحرى بالاعتبارية.
فإن قلت إنّ المربوبية من جملة الكائنات لا ريب في تذوّتها وتجوهرها وتحققها في الأعيان وإن كان ذلك بقيّومية الحق سبحانه ، وأمّا الربوبيّة فهي من المعاني المصدرية النسبية التي لا تحقق لها بنفسها ولو بقيوميّته تعالى ، لعدم تأهلها لذلك ، فإنها في أصل الجعل مجعولة على وجه الارتباط والتعلق ، ألا ترى أن الضرب لا تحصل له في الأعيان إلا بعد وجود المضروب وتعلقه به ووصوله من الضارب إليه ، فمع فرض عدم وجود المضروب ولو في حال تحقّق الضرب كيف يتصور وجوده في الأعيان؟
نعم يمكن تصوره في الأذهان لكنه خلاف المقصود.
قلت : هذا تمثيل بأفعالنا الناقصة القاصرة لإبداع الخلاق المتعالي وقد قال