خفي عن الناس من صفات الربوبية وجد في العبودية ، يعني يعرف من إضافة الصفات إلى العبودية ، أن الله سبحانه بريء منها.
ثم قال : وللخبر معان بعيدة عن الأذهان ، ولذلك تركنا التعرض لها».
أقول : أما القدح في سند الرواية بل الكتاب فهو وإن كان في موضعه إلا أنه لا يخلو من نوع اعتبار ، ولذا ذكر السيد علي بن طاووس في كتاب «أمان الأخطار» قال : «ويصحب المسافر معه كتاب مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة عن الصادق عليهالسلام ، فإنه كتاب لطيف شريف في التعرض بالتسليك إلى الله جل جلاله والإقبال عليه ، والظفر بالأسرار التي اشتملت عليه.
وأما ما ذكره من أن راويه شقيق البلخي فالوجه فيه ما أشار إليه في أول «البحار» من أن الشيخ روى في مجالسه بعض أخباره هكذا : أخبرنا جماعة عن أبي الفضل الشيباني بإسناده عن شقيق البلخي عمن أخبره من أهل العلم.
قال وهذا يدل على أنه كان عند الشيخ قدسسره وفي عصره وكان يأخذ منه ولكن لا يثق به كل الوثوق ، ولم يثبت عنده كونه مرويا عن الصادق عليهالسلام وأن سنده ينتهي إلى الصوفية ، ولذا اشتمل على كثير من اصطلاحاتهم وعلى الرواية عن مشايخهم ، ومن يعتمدون عليه في رواياتهم». (١). انتهى.
أقول : وإني لم أظفر بمثل هذا السند في «أمالي» الشيخ المنسوب إلى ابنه بعد الفحص البليغ إلا أنه كفى بشيخنا المجلسي عطر الله مرقده ناقلا بصيرا وناقدا خبيرا.
نعم ، ما ذكره جيد بعد ملاحظة الأسلوب والحكاية عن بعض مشايخهم وغير ذلك ، لكنه لا يمنع من الاعتبار في الجملة سيما بعد شهادة السيد له بما سمعت.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١ / ٣٢.