الأكبر طولا وعرضا كلّا وبعضا ، حيث إنّ له بكلّ الإعتبار جهتين وبينهما برزخ لا يبغيان.
والعوالم الأربعة هي اللاهوت الّذي لا ينبغي فيه إلّا السكوت خضوعا للحيّ الّذي لا يموت ، والجبروت هو عالم الإبداع والعقل ، والملكوت والناسوت ، وفي رتبة الإمكان بل الأكوان هي الرحموت والجبروت وتالياه ، فالرحموت عالم المشيّة لأنّها الرّحمة الّتي وسعت كلّ شيء. والجبروت بهذا الاعتبار هو عالم العقول ، كما أنّ المراد بالملكوت النفوس.
أو أنّها هي الأركان الأربعة لعرش الرحمة والكرامة الّذي استوى عليه الرحمن برحمانيّته ، وهي المشار إليها بقوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) (١) وحملتها الملائكة الأربعة ، ومن الأنبياء أولو العزم الأربعة عليهمالسلام ، وأمّا خامسهم وهو نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو الشاهد المهيمن عليهم وعلى جميع أهل العالم ، (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (٢) ، ولذا جعل كتابه مصدّقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ، وباقيات العوالم الجزئيّة في ثخن العمق الأكبر الّذى هو الحامل المحرّك لها حول مركز العالم كثيرة جدّا.
كالطبائع الأربعة الّتي هي حرارة الكون المتكونة من حركة بحر الوجود ومن دوام دورانه على نفسه على خلاف التوالي دوران فناء وتصرّم وانقضاء ، وعلى أمر ربّه بالتوالي دوران تجدّد واستفاضة وبقاء.
وبرودته الذاتيّة اللازمة لإمكانه وافتقاره فإنّ البرودة طبيعة الموت.
__________________
(١) الروم : ٤٠.
(٢) النساء : ٤١.