سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره (١)
فلعل السالك المتغرق يزعم أنّه قد حصّل المنية وليس وراء عبّادان قرية مع أنه ليس لهذه المنازل غاية ولا نهاية.
كما ورد في الخبر القدسي : كلّما رفعت لهم عليا وضعت لهم حلما وليس لمحبتي غاية ولا نهاية (٢).
ولعلّ الى ما ذكرناه الاشارة بما حكى الله سبحانه عن خليله : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً) (٣) الآيات ، إذ وقع نظره أوّلا الى الكوكب ، ثم انجلى له القمر ، ثم انكشفت له الشمس ، ثم انتقل عليهالسلام من ملاحظة زوال كل منها وتغيّرها إلى التنزيه المطلق والتوجه الى المعبود الحقّ بقوله : (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (٤) فلا يزال المؤمنون يتردّدون وينتقلون في هذه الدرجات الّتي هي منازل القدس ومراحل الانس ، وقد أشير في الكتاب العزيز إلى زيادة الايمان والهداية بقوله تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) (٥) ، (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) (٦) وقوله تعالى : (وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً) (٧).
وقوله تعالى في أصحاب الكهف : (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥٨ / ٣٩.
(٢) في الجواهر السنية ص ١٥١ عن إرشاد القلوب عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الله سبحانه أنه قال : يا محمد ليس لمحبتي غاية ولا نهاية ، كل ما رفعت لهم عملا وضعت لهم علما.
(٣) الانعام : ٧٦.
(٤) الانعام : ٧٩.
(٥) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : ١٧.
(٦) مريم : ٧٦.
(٧) الأنفال : ٢.