رَسُولٍ) (١) وهم النعيم الذي يسئل العباد عنه ، لان الله أنعم بهم على من اتّبعهم من أوليائهم.
قال السائل : من هؤلاء الحجج؟ قال علىّ عليهالسلام : هم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن حلّ محلّه من أصفيائه الله الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله ، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه وهم ولاة الأمر الذين قال الله فيهم : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٢) ، وقال فيهم : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (٣).
قال السائل ما ذاك الأمر؟ قال علىّ عليهالسلام : الّذى به تنزّل الملئكة في الليلة الّتي يفرق فيها كلّ امر حكيم من خلق ورزق ، وأجل وعمل وحيوة وموت ، وعلم غيب السموات والأرض ، والمعجزات الّتي لا ينبغي إلّا لله وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه ، وهم وجه الله الذي قال : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (٤).
هم بقيّة الله يعنى المهدي الذي يأتى عند انقضاء هذه النظرة ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
ومن آياته الغيبة والاكتتام عند عموم الطغيان وحلول الانتقام ، ولو كان هذا الأمر الذي عرفتك نبأه للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دون غيره لكان الخطاب يدلّ على فعل ماض غير دائم لا مستقبل ، ولقال نزّلت الملئكة وفرّق كلّ أمر حكيم ، ولم يقل : تنزّل الملئكة ويفرق كلّ أمر حكيم ، الخبر بطوله (٥).
__________________
(١) الجنّ : ٢٦.
(٢) النساء : ٥٩.
(٣) النساء : ٨٣.
(٤) البقرة : ١١٥.
(٥) بحار الأنوار : ج ٩٣ باب ردّ التناقض في القرآن ص ٩٨ ـ ١١٩.