من ذلك ، وحيل بينه وبينه ، فالحالان متفقان إلّا أنّ التسليم والمكافة عند ظهور أسباب الخوف لم يقبلا منه عليهالسلام (١).
انتهى ملخصا فانظر إلى هذا الجليل الذي لا يجوز عنده إلّا العمل على العلم لانسداد باب الظّن عنده للمجتهد كيف فتح باب العمل بالظّن للإمام عليهالسلام سيّما مثل هذا الظّن الّذى أطبق على خلافه جميع نصحائه وهم مصيبون ، ثمّ كيف التزم بإصابة ابن عباس وعبد الله بن عمرو غيرهما في ظنونهم ، وخطاء الإمام عليهالسلام في ظنّه ، ثمّ كيف اعتمد عليهالسلام على مثل هذا الظّن ، ومتى رام الرجوع والتسليم فلم يقبل منه فوا عجباه كيف لم يكن عليهالسلام عالما بما يجرى عليه من الرزايا والبلايا وقد أخبر الله تعالى نبيّه في آيات كثيرة من القرآن تأويلا وتنزيلا بما يجرى عليه كقوله : (كهيعص) ، (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا) (٢) ، (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) (٣). (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) (٤) ، (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ) (٥) ، (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) (٦) ، (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) (٧) ، (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ) (٨) ، (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (٩) ، (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ) (١٠).
إلى غير ذلك من الآيات الّتي لا يخفى على من لاحظ الاخبار المأثورة في
__________________
(١) تلخيص الشافي ج ٤ ص ١٨٢ مع التلخيص ـ تنزيه الأنبياء ص ١٧٧ ـ ١٧٨.
(٢) الإسراء : ٣٣.
(٣) التكوير : ٨.
(٤) الأحقاف : ١٥.
(٥) البقرة : ٢٤٦.
(٦) الفجر : ٢٧.
(٧) الحج : ٤٠.
(٨) الصافات : ٨٨.
(٩) الصافات : ١٠٧.
(١٠) البقرة : ٣٧.