تفسيرها وتأويلها ، أنّ الله تعالى أخبر ساير الأنبياء أيضا بذلك ، وقد أخبر رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء ، والسبط المسموم ، والشهيد المظلوم ، صلى الله عليهم أجمعين كلّهم بذلك في أخبار كثيرة متفردة بالتصانيف إلى دعاء الثالث من شعبان : بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها ولمّا يطأ لابتيها (١) وهو تأويل قوله : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) (٢) من باب مفهوم المخالفة.
فهل كان عليهالسلام والعياذ بالله جاهلا بجميع تلك الآيات والأخبار الّتي قرع الأسماع ، وملأ الأصقاع ، حتّى أخبروا عليهمالسلام الكفرة الفجرة الذين يقتلونهم ويظلمونهم بذلك ، إلى غير ذلك ، ممّا لا يحتمل المقام ذكرها ، ولا ذكر أسباب الشهادة واسرارها من نيل الشفاعة ، وحفظ الدين ، وكشف الكفر عن العالمين ، ولا استقصاء الاعتراضات الواردة على عبارة السيّد «ره» وان صدر عن بعض المتأخّرين أيضا ما يقرب منه.
فإنّ الفاضل القمى رحمهالله في باب ترك الاستفصال من قوانينه تمسّك بأصالة عدم علم الإمام فلاحظ (٣).
وشيخنا الفقيه صاحب جواهر الكلام استشكل في باب تحديد الكر بالوزن والمساحة وعدم انطباقهما معا بل نقصان الوزن عن المساحة بالمذهب المشهور دائما بأنّه لا داعي إلى هذا التقدير المختلف بعد علمه بنقص الوزن عن المساحة دائما مع القدرة على ضابط بغير ذلك منطبق عليه.
ثمّ أجاب عنه بأنّ دعوى علم النّبي صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام بذلك ممنوعة ولا غضاضة لأنّ علمهم عليهمالسلام ليس كعلم الخالق عزوجل فقد يكون قدّروه بأذهانهم
__________________
(١) مصباح المتهجد : ص ٧٥٨.
(٢) الدخان : ٢٩.
(٣) قوانين الأصول الباب الثالث في العموم والخصوص ص ٢٢٦.