من الجن على يد أمير المؤمنين عليهالسلام (١) ، ومكالمة الشيطان مع يحيى (٢) وعيسى (٣) ونوح (٤) وغيرهم (٥) من الأنبياء والأولياء على محمد وآله وعليهمالسلام ، بل مكاشفة كثير من الروحانية السفلية لبعض المؤمنين ، ولأرباب التسخير وغيرهم حسب ما شاهدوها في رياضاتهم الشرعية وغيرها ، على وجه لا ريب فيه ولا شك يعتريه.
ومما يظهر الجواب عن السادس أيضا ، نعم ربما يظهر من بعض (٦) أتباع الفلاسفة نفي الوسوسة المنسوبة إليه ، نظرا إلى ما ثبت لديهم من أن المصدر القريب للأفاعيل الحيوانية هو هذه القوى المحركة المركوزة في العضلات ، بعد انضمام الميل والإرادة التي هي من لوازم حصول العلم بكون ذلك الشيء لذيذا أو مكروها ، وأن ذلك الشعور لا بد أن يكون بخلق الله ابتداء كما عن بعضهم ، أو بواسطة مراتب كما عن آخرين ، وحينئذ فالكلام في كل من تلك المراتب في استلزام ما بعده على
__________________
أبوان؟ قال ك نعم ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم فكم أتى لك من الدهر؟ قال : قد أفنيت الدنيا عمرها خلا قليلا ، ليالي قتل قابيل هابيل كنت أنا غلام ابن أعوام ، أفهم الكلام وأمر بالآكام ، وآمر بإفساد الطعام وقطيعة الأرحام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : بئس عمل الشيخ المتوسم أو الشاب المتلوم ، قال : ذرني من التعذار فإني تائب إلى الله إني كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني .... إلى أن قال : فعلمه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سورة المرسلات ، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت ، والمعوذتين وقل هو الله أحد ... إلخ.
(١) أنظر البحار : ج ١٨ / ٨٦ ، ح ٤ ، وج ٣٩ / ١٦٨ ، ح ٩ ، وج ٦٣ / ٩٠ ، ح ٤٥ عن عيون المعجزات للشيخ حسين بن عبد الوهاب المعاصر للسيد المرتضى ص ٤٣ ـ ٤٦.
(٢) انظر البحار : ج ٦٣ / ٢٢٣ ، ح ٧٠ عن مجالس ابن الشيخ : ج ١ / ٣٤٨ ، ح ٣.
(٣) بحار : ج ٦٣ / ٢٣٩ ، ح ٨٣ عن مجالس الصدوق ص ١٧١ ، ح ١.
(٤) البحار : ج ٦٣ / ٢٥٠ ، ح ١١١ و ١١٢ و ١١٣.
(٥) أنظر مكالمة الشيطان مع موسى بن عمران عليهالسلام في البحار : ج ٦٣ / ٢٥١.
(٦) المراد به هو الفخر الرازي المتوفى (٦٠٦) ه في «مفاتيح الغيب» : ج ١ في المقدمة السادسة من المسألة العاشرة.