والمزيّن لها هو الشيطان.
وأما قوله :
(إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (١).
فلا ينافيه إذ جعله زينة للأرض الفانية الظلمانية لا يستلزم جعله زينة للناس ، سلّمنا لكن لا محذور في نسبة التزيين إليه أيضا ، ولو لكونه خالقا لما يترتب على وجوده ابتلاء العباد واختبارهم ، ولذا علّله بقوله : (لِنَبْلُوَهُمْ).
وبالجملة فلا يزال التطارد والتدافع بين الحزبين والجنود المتقابلة من الطرفين ، كما
في «الكافي» عن الصادق عليهالسلام قال :
«ما من قلب إلا وله أذنان ، على إحداهما ملك مرشد وعلى الأخرى شيطان مفتّن ، هذا يأمره ، وهذا يزجره ، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها ، وذلك قوله الله : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (٢)» (٣).
«قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما من مؤمن إلا ولقلبه في صدره أذنان : أذن ينفث فيها الملك ، وأذن ينفث فيها الوسواس الخناس ، فيؤيد الله المؤمن بالملك ، وهو قول الله : (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) (٤) (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (٥)» (٦).
وبعد هذا فأفراد الإنسان من حيث إطاعتهم للرحمن أو الشيطان على ثلاثة أصناف :
__________________
(١) الكهف : ٧.
(٢) سورة ق : ١٧ ـ ١٨.
(٣) أصول الكافي : ج ٢ / ٢٢٦ ، ح ١ ، والبحار : ج ٦٣ / ٢٠٥ ، ح ٣٤ وج ٦٨ / ٢٧٤ ، ح ٣٠.
(٤) سورة التوبة : ٤٠.
(٥) سورة المجادلة : ٢٢.
(٦) البحار : ج ٦٣ / ١٩٤ عن تفسير العياشي.