عنقه ، فإنّه أوّل من يأتيه حزب الشيطان فدخل ابو بكر المسجد فرآه راكعا فقال والله لا اقتله ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهانا عن قتل المصلّين فرجع الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال يا رسول الله انّي رايته يصلّى فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اجلس فلست بصاحبه ، قم يا عمر فخذ سيفي من يد أبى بكر وادخل المسجد واضرب عنقه ، قال عمر : فأخذت السيف من يد ابى بكر ودخلت المسجد فرأيت الرجل ساجدا فقلت والله لا أقتله فقد استامنه من هو خير منّى ، فرجعت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقلت يا رسول الله إنّى رأيت الرجل ساجدا ، فقال يا عمر اجلس فلست بصاحبه ، قم يا على فانك أنت قاتله إن وجدته فاقتله فإنك إن قتلته لم يقع بين أمّتي اختلاف أبدا قال عليّ عليهالسلام فأخذت السيف ودخلت المسجد فلم أره ، فرجعت إلى رسول الله عليهالسلام وقلت يا رسول الله ما رأيته ، فقال لي يا أبا الحسن إنّ أمّة موسى افترقت على إحدى وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية ، والباقون في النار فقلت : يا رسول الله وما الناجية فقال المتمسك بما أنت عليه وأصحابك ، فأنزل الله تعالى في ذلك الرجل (ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) (١) يقول : هذا أول من يظهر من أصحاب البدع والضلالات ، قال ابن عباس والله ما قتل ذلك الرجل إلّا أمير المؤمنين عليهالسلام يوم صفين (٢).
قلت فانظر إلى هذا الخبر الذي رواه غير واحد من الجمهور المصرّح بمخالفتها للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما أمر هما به في مثل هذا الأمر الذي صار سببا لافتراق الامّة فكأنّهما صارا سببين لضلالتها وارتدادها عن طريق الهدى بمخالفتهما له في حيوته وبعد وفاته.
ولذا جعل علامة الفرقة الناجية مشايعة أمير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه والتمسّك
__________________
(١) الحج : ٩.
(٢) صوابه يوم النهروان.