بما هم عليه في الأصول والفروع (١).
ثمّ إنّ هذه الأخبار المرويّة من الطريقين ما بين مصرّح بأنّ الفرقة الناجية هي الإمامية حسب ما سمعت ، وبين مطلق لها إلّا أنّه على فرضه يستفاد التعيين أيضا من خبر صحيح متفق على نقله وصحته بين الفريقين ، وهو قوله عليهالسلام : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق ، ولا ريب أنّ الإماميّة هم المختصون بركوب هذه السفينة فإنّهم لا يرجعون في شيء من أحكامهم ومذهبهم إلّا إلى أهل البيت عليهمالسلام كما أنّ غيرهم من الفرق يرجعون إلى غيرهم كأصحاب أبى حنيفة ، وأصحاب الشافعي ، ومالك ، واحمد ، وغيرهم.
مضافا إلى أنّ المحكي عن أفضل المتأخرين نصير الملّة والحقّ والدين الطوسي عطّر الله مرقده أنّه باحث أصحاب المذاهب فاستدلّ بالخبر على أنّ الناجية هي الإماميّة ، قال وذلك أنّي وقفت على جميع المذاهب أصولها وفروعها فوجدت من عدا الإماميّة مشتركين في الأصول المعتبرة في الايمان وان اختلفوا في أشياء يساوي إثباتها نفيها بالنسبة إلى الإيمان.
ثمّ وجدت أنّ طائفة الإماميّة هم يخالفون الكل في أصولهم ، فلو كانت فرقة ممّن عدهم ناجية لكان الكلّ ناجين فيدل على أنّ الناجية هم الإمامية لا غير.
أقول : ولعلّ الظاهر من كلامه نوع الإعتقادات الاصولية المرتبطة بالايمان كالجبر ، والتفويض ، والقدر ، والرؤية ، والصفات ، والأحوال ، وغيرها ممّا ستسمع إليها الاشارة بل يكفى في ذلك خصوص مسألة الإمامة.
ولذا قد يقال في تحرير كلامه : أنّ جميع الفرق متّفقون على أنّ مناط النجاة ودخول الجنّة هو الإقرار بالشهادتين وخالفهم الإماميّة في ذلك وقالوا لا بدّ من ضمّ
__________________
(١) نفحات اللاهوت لعلى بن عبد العال الكركي ص ٨٦ ط الغري وعنه إحقاق الحق ج ٧ ص ١٨٥.