ومن الاعراب وممّن يسكن حول مكة والمدينة مائة وعشرون ألفا ، وهم الّذين شهدوا معه حجّة الوداع وسمعوا منه هذه المقالة ، وقد أكثر الشّعراء في يوم الغدير ثمّ نقل أشعار حسّان وما أنشده سعد بن عبادة الأنصاري بين يدي أمير المؤمنين عليهالسلام يوم صفّين في حكاية الغدير ثمّ حكى ما أنشده كميت :
ويوم الدّوح دوح غدير خمّ |
|
أبان له الولاية لو أطيعا |
ولكنّ الرّجال تدافعوها |
|
فلم أر مثلها خطرا منيعا |
فلم أر مثل ذاك اليوم يوما |
|
ولم أر مثله حقّا أضيعا (١) |
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الّتي أفردوها بالتّصانيف ، وستسمع كثيرا منها في هذا التّفسير وإن كان كلّ ما ذكرناه كغيرنا قليلا من كثير.
هذا مضافا إلى انتهاء جميع الفضائل والكمالات إليه عليهالسلام وكونه أعلم الصحابة وأفضلهم وأزهدهم وأعبدهم وأتقيهم ، ورجوع جميع الصّحابة حتّى الخلفاء إليه في الأحكام والقضايا ، حتّى قال عمر سبعين مرّة : لو لا علىّ لهلك عمر (٢) ، وكانت الصّحابة يرجعون إليه في حلّ المشاكل وكشف المعاضل.
كلّ ذلك مع الغضّ عن المطاعن والرذائل التي كانت للآخرين بحيث ملئوا منها الطّوامير ، وسطروا فيها الأساطير ، بل أقرّ بجلّها لو لم نقل كلّها أكثر الجماهير وإن كان كلّ ما ذكروه قليلا من كثير ، فالاشتغال بذكرها لا يناسب ما نحن بصدده من الاكتفاء بالإشارة في هذا التّفسير.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٣٧ ص ١١٢ وص ١٥٠.
(٢) المناقب للخوارزمي ص ٩٧ ح ٩٨ وليس فيه ذكر العدد.