وعن الحافظ أبى نعيم في كتاب ما نزل الله من القرآن في عليّ بالإسناد عن أبى سعيد الخدري قال إن رسول الله صلّى الله عليه وآله : دعا النّاس إلى عليّ عليهالسلام في غدير خمّ وأمر بما تحت الشّجرة من شوك فقمّ فدعا عليّا عليهالسلام فأخذ بضبعيه فرفعهما حتّى نظرنا إلى بياض إبطى رسول الله صلىاللهعليهوآله ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزلت هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (١) الآية. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الله أكبر على إكمال الدّين وإتمام النّعمة ورضى الرّب برسالتي وبالولاية لعليّ من بعدي ثمّ قال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه وانصر من نصره ، واخذل من خذله.
قال حسّان : ائذن لي يا رسول الله فأقول في علىّ أبياتا فقال : قل على بركة الله فأنشد :
يناديهم يوم الغدير نبيّهم |
|
بخمّ وأسمع بالنّبى مناديا |
ويقول فمن مولاكم ووليّكم |
|
فقالوا ولم يبدوا هناك التّعاديا |
إلهك مولانا وأنت وليّنا |
|
ولم تجدن منّا لك اليوم عاصيا |
فقال له قم يا علىّ فانّنى |
|
رضيتك من بعدي إماما وهاديا |
* هناك دعا اللهمّ وال وليّه |
|
وكن للذي عادى عليّا معاديا |
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا حسّان لا تزال مؤيّدا بروح القدس ما نافحت (٢) عنّا بلسانك.
بل قال ابن الجوزي : إنّه اتّفق علماء السّير على أنّ قصّة الغدير كانت بعد رجوع رسول الله من حجّة الوداع في الثامن عشر ذي الحجة وكان معه من الصّحابة
__________________
(١) المائدة : ٣.
(٢) نافح عنه : دافع عنه.