إذ بيده ملكوت السموات والأرض وهو يجير ولا يجار عليه ، فلا ملجأ ولا منجى ولا مهرب ولا مناص ولا مفرّ عنه ومن غيره إلّا إليه ، لكنّ الله تعالى جعل لنفسه أبوابا وسبلا ووسائل وشفعاء ، وجعلهم أحسن أسمائه ومظاهر نعوته وصفاته ، وأمرنا بأن نأتي البيوت من أبوابها ، وأن نتوصل إلى الغايات بأسبابها فجعل محمدا وآل محمد صلى الله عليهم أجمعين أبوابه وأسبابه.
ففي الزيارة الجامعة : «من أراد الله بدأ بكم ، ومن وحّده قبل عنكم ، ومن قصده توجه إليكم» (١).
وفيها : «مستجير بكم ، زائر لكم ، لائذ بقبوركم ، مستشفع إلى الله عزوجل بكم ، متقرب بكم إليه ، ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري» (٢).
وعن الصادق عليهالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي! والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ، لو أن عبدا عبد الله ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك ، أخبرني بذلك جبرئيل ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (٣).
وفي تفسير الإمام عليه الصلاة والسّلام قال :
«قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا فاذكروا يا أمة محمد محمدا وآله عند نوائبكم وشدائدكم لينصر الله بهم ملائكتكم على الشياطين الذي يقصدونكم ، فإن كل واحد منكم معه ملك عن يمينه يكتب حسناته ، وملك عن يساره يكتب سيئاته ، ومعه شيطانان من عند إبليس يغويانه ، فإذا وسوسا في قلبه ذكر الله تعالى وقال : لا حول
__________________
(١) البحار : ج ١٠٢ / ١٣١ ، ح ٤ وفيه : «ومن قصده توجه بكم».
(٢) البحار ج ١٠٢ / ١٣١ ، ح ٤ ، وهذه الجملات متقدمة على الفقرات المذكورة من قبل.
(٣) البحار : ج ٢٧ / ٦٣ ، ح ٢٢ ، وص ١٩٩ ، ح ٦٦ عن كنز الكراجكي ص ١٨٥.