.................................................................................................
______________________________________________________
حتى يكون مجملا حقيقة ، فان الاجمال الحقيقي للعام هو كونه مجملا في مقام الاستعمال ، واما في حجيته فيسقط العام للعلم الاجمالي بتخصيصه قطعا فلا يكون العام فيما خصص فيه بحجة ، وحيث كان الخاص مرددا بين المتباينين لا بين الاقل والاكثر حتى ينحل ويقتصر فيه على القدر المتيقن فلا يكون العام حجة في الخاص المردد بين المتباينين لكلا طرفيه ، فاذا ورد لا تكرم زيدا بعد ورود اكرم العالم وكان زيد مرددا بين ابن بكر وابن عمرو ، فلا بد من رفع اليد عن حجيته في كلا الزيدين لتردد الخاص بينهما ، فهذا الاجمال للخاص قد اسقط حجيّة العام فقط فهو سار اليه حكما لا حقيقة.
واما العام المخصص بالمتصل سواء كان بين المتباينين او الاقل والاكثر كما لو ورد اكرم العالم الا زيدا وكان زيد مرددا بين فردين من افراد العام ، او ورد اكرم العالم الا الفاسق المردد بين مرتكب الصغيرة والكبيرة او مرتكب الكبيرة فقط ، فان هذا الاجمال في الخاص المتصل يسرى الى العام حقيقة لانه حيث كان متصلا بالعام فلم ينعقد للعام ظهور في عمومه.
وبعبارة اخرى : لم يتم للعموم ظهور كاشف عن الارادة الجدية ، لانه بعد اتصاله بالخاص المجمل قد احتف الكلام بالقرينة ولما كانت القرينة مجملة فلا يتم للعام كشف عن المراد الجدي به ، فالعام من اول الامر لم يتم له ظهور كاشف بخلاف المنفصل المردد بين المتباينين فانه بعد ان تم وانعقد له ظهور كاشف يمنع العلم الاجمالي بالتخصيص عن اتباع ذلك الظهور الكاشف فيسقط عن الاتباع ، بخلاف العام المتصل به المخصص المجمل فانه لم يتم له ظهور كاشف من اول الامر حتى يسقط بالخاص ، فالاجمال يسري الى العام حقيقة وحكما في الخاص المجمل المتصل سواء كان دائرا بين المتباينين او الاقل والاكثر ، ويكون العام حجة في ما عدا الخاص ، فمثل اكرم العالم الا الفاسق لا يجب اكرام مرتكب الصغيرة ، بخلاف