أن المرأة إنما ترى الحمرة إلى خمسين ، والخارج عن تحته هي القرشية ، فتأمل تعرف (١).
______________________________________________________
(١) توضيح ما في هذا الايقاظ يحتاج الى بيان امور :
الاول : ان التخصيص سواء كان بالمتصل او المنفصل :
تارة : يكون معنونا بعنوان وجودي كقولنا : اكرم العلماء العدول ، او يرد في كلام منفصل ـ بعد قوله : اكرم العلماء ـ ليكونوا عدولا.
واخرى : يكون التخصيص مخرجا من دون ان يكون معنونا للعام كقوله : اكرم العلماء الا الفساق ، فان الاستثناء انما تكفل اخراج الفساق ولم يتضمن بلفظه عنوانا للعام ، ومثل الاستثناء المنفصل الذي لا يكون معنونا للعام ولم يتكفل غير الاخراج كما اذا قال ـ بعد قوله : اكرم العلماء في كلام منفصل ـ لا تكرم الفساق فانه أيضا لم يعط بلفظه عنوانا للعام.
ولا يخفى انه مثل الاستثناء في عدم اعطاء العنوان التخصيص بالغاية كأن يقول اكرم العلماء الى ان يفسقوا او بالشرط كان يقول اكرم العلماء بشرط ان لا يفسقوا.
والكلام في هذا الايقاظ يختص بالنحو الثاني من التخصيص وهو الذي لم يكن فيه الا اخراج الخاص من دون ان يكون فيه عنوان لفظي للعام ، كما في قولنا : اكرم العلماء العدول في المتصل او في المنفصل بأن يقول ليكونوا عدولا ، والى ما ذكرنا اشار بقوله : «ان الباقي تحت العام بعد تخصيصه بالمنفصل» كلا تكرم الفساق «او» بعد تخصيصه بالمتصل غير المعنون الذي هو «كالاستثناء من» التخصيص «المتصل» كالتخصيص بالغاية او بالشرط ، واشار الى ان مثل هذا وهو التخصيص غير معنون للعام وهو محل الكلام بقوله : «لما كان غير معنون» للعام «بعنوان خاص».