.................................................................................................
______________________________________________________
الحاضرين والغائبين بل والمعدومين ايضا ، لوضوح عدم اختصاص نفس العام الواقع بعد هذه الادوات بالمشافهين ، فان الذين آمنوا والمؤمنون والناس مما يمكن ان يعم كل مؤمن وكل انسان سواء كان حاضرا او غائبا او معدوما ، وتكون القضية قضية حقيقية لا خارجية ، وانما تكون قضية خارجية مختصة بالمشافهين حيث يكون الخطاب خطابا حقيقيا ، كما انه لو علمنا ان العام الواقع تلو ادوات الخطاب هو على عمومه وشموله للحاضرين والغائبين والمعدومين فلا محالة تكون ادوات الخطاب غير مستعملة في الخطاب الحقيقي.
والحاصل : ان ادوات الخطاب اذا كانت موضوعة للخطاب الحقيقي فلا محالة يختص تلوها بالمشافهين ، لان الادوات الموضوعة للخطاب الحقيقي تكون قرينة على ان العمومات مختصة بالمشافهين ، ومثله ما اذا قلنا بان ادوات الخطاب لم توضع للخطاب الحقيقي ، ولكنها منصرفة الى الخطاب الحقيقي اذا لم تقم قرينة تمنع عن الانصراف.
وقد اشار الى ما ذكرنا بقوله : «ومنه قد انقدح ان ما وضع للخطاب مثل ادوات النداء لو كانت موضوعة للخطاب الحقيقي لا وجب استعماله فيه تخصيص ما يقع في تلوه بالحاضرين» أي لا وجب استعمال ما وضع للخطاب الحقيقي في معناه الحقيقي ان يكون العموم الواقع بعدها مختصا بالمشافهين بالخطاب ، لوضوح محالية ان تكون ادوات الخطاب مستعملة في ما وضعت له وهو الخطاب الحقيقي ، ويكون العموم الواقع بعدها مما يعم الغائبين والمعدومين ، لبداهة لزوم كون المراد من المؤمنين مثلا حيث انهم هم الذين عنوا بالخطاب لان يسمعوا ويفهموا ان يكونوا هم خصوص المشافهين دون الغائبين والمعدومين ، للزوم حمل اللفظ على المعنى الحقيقي ما لم تقم قرينة على خلافه.
نعم لو علمنا كون العام الواقع تلوها قد اريد به ما يعم الحاضرين وغيرهم ، فلا محالة تكون ادوات الخطاب مستعملة في غير معناها الحقيقي ، والى هذا اشار بقوله :