.................................................................................................
______________________________________________________
الخطاب في مثل هذا من المجاز المحتاج الى لحاظ العلاقة ، ونحن لا نجد في هذا الاستعمال لحاظ علاقة وعناية.
ولا يخفى انها لو كانت موضوعة للخطاب الحقيقي لوجدنا في انفسنا في مثلها لحاظ عناية وعلاقة.
والحاصل : ان مدلول هذه الادوات هو الخطاب ، واما كونه مشروطا بنحو شرط الوضع لخصوص الخطاب الذي يفهمه المخاطب بسماعه له فلا دليل عليه ، بل البرهان قائم على خلافه وهو عدم لحاظ العناية والعلاقة في استعمال الخطاب مع كون المخاطب مثل الديار والرسوم ، فاذا قلنا ـ مثلا ـ الا انعم صباحا ايها الطلل البالي لا نجد في انفسنا انا قد استعملنا النداء في غير ما وضع له.
نعم قد مر في ذلك المبحث دعوى عدم بعد الانصراف في هذه الادوات الى خصوص ما كان منها بداعي الحقيقي منها ، ولكنه لا وجه له لوضوح عدم تحقق الانصراف فيما كان الواقع بعد هذه الادوات مما لا يختص بالغائبين ، لتوقفه على عدم ما يصلح للقرينة على خلافه ، وعموم العام وشموله للغائبين والمعدومين يصلح للقرينة فيمنع الانصراف في ادوات الخطاب الى كون الداعي فيها خصوص الخطاب الحقيقي.
فاتضح مما ذكرنا : ان ادوات الخطاب موضوعة للخطاب الايقاعي الانشائي ، واذا كانت موضوعة له فاستعمالها في غير الخطاب الحقيقي لا يكون استعمالا لها في غير ما وضعت له كما لو استعملت في ما يعم خطاب الغائبين والمعدومين ، لانه عليه تكون مستعملة في معناها الحقيقي وهو الايقاعي الانشائي ، والى هذا اشار بقوله : «فلا يوجب استعماله» أي استعمال مثل ادوات النداء «في معناه الحقيقي حينئذ» وهو الايقاعي الانشائي لا يستلزم «التخصيص» فيما يقع تلوها كالمؤمنين «بمن يصح مخاطبته حقيقة» وهو خصوص المشافهين دون الغائبين والمعدومين ، لعدم وضعها لخصوص الخطاب الحقيقي حتى تكون قرينة على ان المراد بما وقع تلوها