.................................................................................................
______________________________________________________
اذا عرفت هذه المقدمة ـ فاعلم انه سيأتي في مبحث الظواهر قيام بناء العقلاء على حجية الظواهر لغير المقصودين بالافهام ، هذا اولا.
وثانيا : انه قد ظهر مما ذكرنا عدم اختصاص المقصودين بالافهام بخصوص المشافهين ، بل بينهما عموم من وجه فربما يكون المعدومون والغائبون مقصودين بالافهام كالمشافهين فلو سلمنا اختصاص حجية الظواهر بخصوص المقصودين بالافهام فلا نسلم ان المعدومين والغائبين غير مقصودين بالافهام.
ويدل على عدم اختصاص القصد بالافهام بخصوص المشافهين في ظواهر الكتاب الكريم امور :
الاول : كون القرآن معجزة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مستمرة من زمانه الى يوم البعث ، واعجازه انما هو بفهم ما تضمنه من الاعجاز في تركيبه ومعانيه ، ولو كان المشافهون به هم المقصودون بفهمه لا غير لما امكن ان يكون معجزة لغيرهم ولما صح لاحد من المتأخرين عن زمانه ان يقول هذا هو المعنى في الكتاب المقدس.
الثاني : احتجاج الناس سلفا عن سلف بعضهم على بعض ، عقائد واخلاقا واحكاما بالقرآن الكريم.
الثالث : ما ورد عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بان الناس كلهم سواء الموجودين في زمان الخطاب والذين سيوجدون بعد ذلك مقصودون بالافهام في كلامه تعالى ـ هو خبر الثقلين المتواتر عند الفريقين عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في الامر بالتمسك بكتاب الله ، فانه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (اني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا).
وما ورد في الحديث الوارد عن الائمة الاطهار عليهمالسلام : من الامر في مورد التعارض بالعرض على كتاب الله ، وما ورد في الوضوء ان هذا وامثاله يعرف من كتاب الله ، الى غير ذلك من الاخبار ، وهذا صريح في كون المعدومين في زمان الخطاب مقصودين بالافهام ، والّا فكيف يمكن لهم التمسك به وكيف يكون الكتاب