.................................................................................................
______________________________________________________
الكريم بقوله : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)(١). وفي آية اخرى بقوله : (أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ)(٢).
فهناك لو حان لوح المحو والاثبات ، ولوح اللوح المحفوظ ، والأول عالم المقتضيات ، والثاني عالم العلل التامة وهو عالم الغيب الذي لا يعلمه إلّا الله.
والعالم الاول هو عالم المحو والاثبات تختلف درجات الانبياء بالنسبة اليه ، فمنهم من يطلع على المقتضيات الثابتة فيه فقط دون موانعها او كانت لها شروط غير محققة ، ومنهم من يطلع على المقتضيات وعلى عدم تحقق شرائطها او على موانعها.
وحيث ان الحكمة الإلهية تقتضي اظهار المقتضيات فيوحى تبارك وتعالى الى نبيه او يلهمه بثبوت شيء ، وربما اوحى اليه واعلمه بانه يمحوه وربما لم يعلمه بمحوه لعدم امكان ان يحيط الممكن وان بلغ الى اقصى درجات الكمال الممكنة للممكن بان يبلغ الى الاحاطة بجميع ما يعلمه الواجب تعالى ، كما اشير اليه بقوله في الذكر المقدس : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ)(٣) والى هذا اشار بقوله : «لما اشير اليه من عدم الاحاطة بتمام ما جرى في علمه».
وربما يكون عدم علم النبي بالموانع او عدم الشرط لعدم بلوغه الى الاتصال بعالم العلل التامة وهو اللوح المحفوظ لاختلاف مراتب النبوة قطعا
قوله قدسسره : «وانما يخبر به» هذا تعليل لاخبار النبي بعض الاوقات بوقوع بعض الاشياء ولكنها لا تقع.
وحاصله : ان السبب في الاخبار هو اطلاعه على المقتضى لوقوعه اما بالوحي اليه على لسان جبرائيل عليهالسلام او بالالهام لاتصال نفس النبي بعالم المحو والاثبات الذي هو عالم المقتضيات فقط ، ولم يطلع على كونه معلقا على شرط ولكنه لا يقع الشرط او على مانع وكان محققا.
__________________
(١) الرعد : الآية : ٣٩.
(٢) الانعام : الآية : ٢.
(٣) النمل : الآية : ٦٥.