لخاتم الانبياء ، ولبعض الاوصياء ، وكان عارفا بالكائنات كما كانت وتكون (١).
______________________________________________________
والذي يشتمل على المقتضيات وشروطها وموانعها هو عالم اللوح المحفوظ وهو أم الكتاب.
فاتضح ان سبب الاخبار هو الاطلاع على عالم المقتضيات وهو المشار اليه بالآية المباركة (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) والى عالم اللوح المحفوظ بقوله : (وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) والى ما ذكرنا اشار بقوله : «وانما يخبر به لانه» أي النبي المخبر بوقوع الشيء الذي لم يقع «لانه حال الوحي» على لسان جبرائيل «او» حال «الالهام» المسبب «لارتقاء نفسه» أي نفس النبي «الزكية واتصاله بعالم لوح المحو والاثبات اطلع على ثبوته» هذا من متعلقات لانه ، والتقدير انما يخبر به لانه اطلع على ثبوته حال الوحي او الالهام وهو عالم المقتضيات ، فيكون اطلاعه على المقتضي لوقوعه فقط «ولم يطلع على كونه» أي لم يطلع على كون المقتضى «معلقا على امر غير واقع» وهو الشرط «او» معلقا على «عدم الموانع» وكانت الموانع محققه.
ثم اشار الى عالم المحو والاثبات بالآية المباركة ، واشار الى اختلاف مراتب النبوة بقوله : «نعم من شملته العناية الإلهية ... الى آخر الجملة» فانه يدل على ان العناية الإلهية قد تشمل بعض الانبياء وقد لا تشمل ، وليس ذلك إلّا لاختلاف مراتبهم في الوصول الى عالم اللوح المحفوظ وعدم الوصول اليه ، لانه من اعظم العوالم الربوبية وهو عالم أم الكتاب المنكشفة فيه الواقعيات على ما هي عليه.
(١) ان قوله ربما يتفق مشعر بأنه لا يلزم ان نعتقد في خاتم صلىاللهعليهوآلهوسلم ان يكون دائما مطّلعا على اللوح المحفوظ ، فان ظاهره انه ربما يتفق لخاتم الانبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم ان يتصل باللوح المحفوظ ، ولازم هذا ان يكون الاتصال بعالم اللوح المحفوظ ليس لازما له صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل ربما يتفق له الاتصال وربما لا يتفق. وان كان يحتمل ان يريد من قوله يتفق بيان