نعم مع ذلك ، ربما يوحى إليه حكم من الاحكام ، تارة بما يكون ظاهرا في الاستمرار والدوام ، معه أنه في الواقع له غاية وأمد يعينها بخطاب آخر ، وأخرى بما يكون ظاهرا في الجد ، مع أنه لا يكون واقعا بجد ، بل لمجرد الاختبار والابتلاء ، كما أنه يؤمر وحيا أو الهاما بالاخبار بوقوع عذاب أو غيره مما لا يقع ، لاجل حكمة في هذا الاخبار أو ذاك الاظهار (١) ، فبدا له تعالى بمعنى أنه يظهر ما أمر نبيه أو وليه بعدم إظهاره
______________________________________________________
القسم الذي شملته العناية الإلهية فانه بعد ان قسم الانبياء الى من يطلع والى من لا يطلع اراد ان يعين المصداق الذي اتفق خروجه عن مطلق الانبياء بارتقائه واتصاله بعالم اللوح المحفوظ.
ويؤيد الاحتمال الأول ان قوله : نعم مع ذلك ربما يوحى اليه ـ ان الضمير في اليه يرجع الى مطلق النبي الشامل لخاتم الانبياء ، لان المراد منه هو المراد من ضمير يؤمر في قوله : «كما انه يؤمر وحيا او الهاما» وخاتم الانبياء كعيسى عليهالسلام ويونس عليهالسلام قد اخبر بوقوع ما لم يقع كما روي في اخباره صلىاللهعليهوآلهوسلم بموت الخطاب كاخبار عيسى بموت العروس ولم تمت ، وكاخبار يونس عليهالسلام بوقوع العذاب ولم يقع ، والحديث الراوي لقصة عيسى وأخبار يونس بالعذاب يدل صريحا بانهما كانا لم يعلما بعدم وقوع ما اخبرا بوقوعه ، وظاهر ما ورد في اخبار النبي بموت الخطاب انه أيضا كان لا يعلم بعدم وقوع موته ، ومثله ما ورد عن الأئمة الأطهار عليهمالسلام انا اذا اردنا علمنا.
(١) هذا اجمال لما مر تفصيله منه : من انه لا بداء بالمعنى الحقيقي لا في الشرعيات ولا في التكوينيات ، وانه بمعنى الابداء لمصلحة وحكمة في إبدائه ، فأشار اولا الى الشرعيات والاحكام بقوله : «ربما يوحى اليه» أي الى النبي «حكم من الاحكام تارة بما يكون ظاهرا في الاستمرار والدوام» كما في النسخ بعد حضور وقت العمل