الشيء هو الارسال والعموم البدلي (١) ، ولا الملحوظ معه عدم لحاظ شيء
______________________________________________________
وقد أشار الى ما ذكرنا من كون الموضوع له هو الماهية من حيث هي بقوله : «ولا ريب انها» أي اسماء الكليات التي هي اسماء الاجناس بلسان أهل العربية لا باصطلاح المنطقيين لاختصاص الجنس عندهم بكليات الجواهر ، بخلاف عرف أهل العربية فان اسم الجنس عندهم مما يشمل الجواهر والاعراض والعرضيات ، وعلى كل فاسماء الاجناس «موضوعة لمفاهيمها بما هي هي مبهمة مهملة بلا شرط أصلا ملحوظا معها حتى لحاظ انها كذلك» أي حتى لحاظ انها غير ملحوظ معها شيء ، لما عرفت من منافاة أي لحاظ حتى لحاظ انها ليس ملحوظا معها شيء للحاظ الماهية من حيث هي هي المقصور على لحاظ ذاتها وذاتياتها من لحاظها بأي لحاظ خارج عن ذلك ، ولحاظها ولو بنحو انها غير ملحوظ معها هو لحاظها بما يخرج عن الاقتصار على ذاتها وذاتياتها.
«وبالجملة الموضوع له اسم الجنس هو نفس المعنى وصرف المفهوم غير الملحوظ معه شيء أصلا».
(١) قد عرفت ـ مما مر ـ ان لحاظ الماهية بنحو بشرط شيء هو لحاظها مقترنة بشيء ، وليس مطلق لحاظها باعتبار ما هو خارج عن ذاتها وذاتياتها من اللحاظ لها بنحو البشرطشيء ، لما مر من ان لحاظها مقسما ولحاظها بنحو اللابشرط القسمي ليس من لحاظها بشرط شيء.
نعم ما ذكره صحيح بالنسبة الى ما هو المنسوب الى المشهور : من ان اسم الجنس موضوع للماهية المرسلة اذا كان مرادهم من ارسالها ليس اللابشرطية : أي لحاظها غير مقترنة بشيء الذي لازمه سريانها في مقام الصدق على الفرد بأي حال من احواله وبأي كيفية كان ، فيكون الارسال لازما لها لا مأخوذا فيها ، وتكون مساوقة في مقام الصدق للعموم البدلي لا انها ملحوظة بنحو ما هو كالعموم البدلي.