الاخرى ، وهي أقل مراتب الجمع ، كما لا يخفى. فلا بد أن يكون دلالته عليه مستندة إلى وضعه كذلك لذلك ، لا إلى دلالة اللام على الاشارة إلى المعين ، ليكون به التعريف ، وإن أبيت إلا عن استناد الدلالة عليه اليه ، فلا محيص عن دلالته على الاستغراق بلا توسيط الدلالة على التعيين ، فلا يكون بسببه تعريف إلا لفظا ، فتأمل جيدا (١).
______________________________________________________
على هذا التعيين هو اللام ، لانه بعد كون الجمع المعرف دالا على الاستغراق وعدم دلالة المدخول بنفسه من دون اللام على ذلك فالدلالة على المرتبة المستغرقة اما ان تكون دلالة من غير دال ، او يكون الدال عليها هو اللام اذ ليس في الكلام غيره ، وقد اشار الى جل ما ذكرنا ، اما الى كون الجمع المعرف دالا على العموم فقد أشار بقوله : «واما دلالة الجمع المعرف باللام على العموم» واشار الى كون المدخول غير دال على ذلك بقوله : «مع عدم دلالة المدخول عليه» أي ان المدخول للام من دون اللام لا يدل على العموم والاستغراق ، واشار الى انه لا بد وان تكون اللام هي الدالة على ذلك بقوله : «على انها» أي الدلالة على العموم لا بد وان «تكون لاجل دلالة اللام على التعيين» للمرتبة المستغرقة ، واشار الى ان المرتبة المستغرقة هي المرتبة التي يكون المدخول فيها متعينا وفي غيرها لا تعين للمدخول فيها بقوله : «حيث لا تعين الا للمرتبة المستغرقة لجميع الافراد».
(١) المتحصل من مجموع عبارة المتن ثلاثة ايرادات على هذا الاستدلال :
الأول : ان للجمع مرتبتين يتعين فيها ، وهما أقل الجمع ، والمرتبة المستغرقة فلا يختص تعيين الجمع في المرتبة المستغرقة ، فلا يتم ما ذكروه من انه لا تعين للجمع الا في المرتبة المستغرقة ، والى هذا اشار بقوله : «وذلك لتعين المرتبة الاخرى وهي أقل مراتب الجمع».
الايراد الثاني : انه بعد ان كان المشهور قد ذهبوا الى ان اللام موضوعة للجامع بين اقسام التعريف ، وانما قالوا بالدلالة على المرتبة المستغرقة لكون اللام تدل على