ومثل حرمت عليكم أمهاتكم وأحلت لكم بهيمة الانعام مما أضيف التحليل إلى الاعيان (١) ومثل لا صلاة
______________________________________________________
فسر ما اريد به وقد تعيّن المراد منه ولكن اللفظ بعد قيام القرينة الخارجية لا ينقلب عما هو عليه من كونه كلاما ليس واضح الدلالة على معناه «كما ان ما له الظهور مبين» ويصح وصفه بانه كلام تام القالبية في الدلالة على معناه «وان علم بالقرينة الخارجية انه ما اريد ظهوره وانه مؤول» على خلاف ما هو ظاهر فيه.
والظاهر من التقريرات هو الثاني ، وان وصف المبين والمجمل تابعان لما اريد منه فينعكس الامر ويكون الكلام الذي ليس له ظهور بحسب ما للفظ من المتفاهم العرفي من المبين اذا قامت قرينة خارجية تعيّن المراد منه.
والمبين الذي قامت القرينة الخارجية على انه مؤول من المجمل.
ولم يشر المصنف الى دليل مختاره والظاهر ان المجمل والمبين من صفات اللفظ بحسب ما له من الدلالة والقالبية للمعنى وهو كالمحكم والمتشابه في الذكر الكريم ، فان المتشابه متشابه وان فسر.
وبعبارة اخرى : ان تعيين المراد الجدي من اللفظ غير كون اللفظ له قالبيّة المعنى ، فانها من شئون الارادة الاستعمالية ، والارادة الجديّة غير مربوطة بالدلالة اللفظية الاستعمالية ، ولو كان الاجمال والبيان من صفات الارادة الجدية لكان وصف اللفظ به من باب الوصف بحال متعلقه لا بحال نفسه ، لان المجمل والمبين في الحقيقة هو المراد الجدي دون المراد اللفظي الاستعمالي ، والوصف بحال المتعلق خلاف الظاهر لا سيما بعد ان كان الوصف بحال النفس ممكنا لا مانع عنه.
(١) وهي قوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما)(١) و (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ)(٢) و (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ)(٣) هذه الآيات المكرمة الثلاث وقع
__________________
(١) المائدة : الآية : ٣٨.
(٢) النساء : الآية : ٢٣.
(٣) المائدة : الآية : ١.