والاشكال في دلالتها عليه بأن خبر لا اما يقدر ممكن أو موجود وعلى كل تقدير لا دلالة لها عليه ، أما على الاول : فإنه حينئذ لا دلالة لها إلا على إثبات إمكان وجوده تبارك وتعالى ، لا وجوده ، وأما على الثاني : فلانها وإن دلت على وجوده تعالى ، إلا أنه لا دلالة لها على عدم إمكان إله آخر (١) مندفع ، بأن المراد من الإله هو واجب الوجود ،
______________________________________________________
وهو نفي غيره وثبوته وحده ، والى هذا اشار «للاستدلال على المدعى» أي على دلالة الاستثناء على المفهوم «بقبول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اسلام من قال كلمة التوحيد» وقد عرفت ان دلالتها على توحيده وهو كونه هو الواحد الموجود لا تتم الا بالدلالة على المفهوم.
ويردّه ما تقدم من انه دعوى كون هذه الكلمة مستعملة في الدلالة على المفهوم للقرينة لا يضر بدعوى النافي لدلالة الاستثناء على المفهوم مع عدم القرينة ، والكلمة الطّيبة تدل على المفهوم لقرينة على ذلك ، فان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد جاء بنفي الشركة وتوحيد الله وحده واستعمل هذه الكلمة مع كون الحال منه او المقال منه صلىاللهعليهوآلهوسلم انه يريد بهذه الكلمة الدلالة على المفهوم ، والى هذا اشار بقوله : «لا مكان دعوى ان دلالتها على التوحيد» الذي لازمه الدلالة على المفهوم «كان بقرينة الحال او المقال».
(١) حاصله : انه قد استشكل في دلالة هذه الكلمة المباركة على التوحيد ، لان معنى التوحيد عبارة عن انه تبارك وتعالى هو الموجود المعبود بالحق ويمتنع ان يكون غيره موجودا معبودا بالحق ، وعلى هذا فيقال ان (لا) في هذا الكلمة هي النافية للجنس الداخلة على المبتدأ والخبر ، فالمبتدأ هو الإله والخبر اما ممكن او موجود ، فعلى فرض كون الخبر ممكنا يكون معناها لا معبود بالحق ممكن إلّا الله ، وحاصلها انها تسلب الامكان عن المعبود بالحق وتثبت له تبارك وتعالى نفس المحمول المسلوب في المنطوق وهو ممكن ، فيكون نتيجتها سلب الامكان عن المعبود غير الله وإثبات