.................................................................................................
______________________________________________________
الثالث : انه لا جعل للماهية بما هي ماهية فان الماهيات من حيث هي هي لا مجعولة ولا لا مجعولة ، وانما تجعل الماهية بجعل وجودها وافاضة الوجود عليها من علة العلل ومفيض الوجود على هياكل الماهيات ، فالمجعول وجود الماهية لا نفس الماهية.
ولا فرق في هذا بين القول باصالة الوجود واصالة الماهية ، فانه على القول باصالة الوجود فالامر واضح ، واما بناء على اصالة الماهية فان القائل باصالتها يقول بلزوم اكتساب الماهية من حيث هي هي حيثية من الجاعل حتى تكون مجعولة ، واما الماهية من حيث هي هي فلا يقول احد باصالتها كما هو مبين في محله.
اذا عرفت ذلك فحجية القطع اما طريقيته ونوريته وانكشاف الاشياء به ، وهذه هي حقيقة ماهية القطع ، وقد عرفت ان لا جعل للماهية من حيث هي هي وانما المجعول وجودها ، فوجود الطريقية والنورية والانكشاف موجود لا نفس الطريقية والنورية والانكشاف ، ولذا تسمعهم يقولون انه لا جعل بين الشيء ونفسه.
وان كان المراد من حجية القطع هو كونه منجزا لو اصاب وعذرا لو خالف ، فقد عرفت انه لا جعل بين الماهية ولوازمها ، وعرفت ايضا ان لازم ذات الحضور التام للشيء ذلك فيما اذا كان حكما ، فان لازم حضور الحكم حضورا تاما عند القاطع هو لزوم الحركة على طبقه وان قطعه منجز الواقع لو اصاب وعذر لو خالف ، فالحركة على طبق القطع وكونه منجزا وعذرا لازم ماهية القطع التي هي عين الحضور وعين الانكشاف التام عند القاطع ، ولا جعل للوازم الماهية لا بسيطا ولا مؤلفا ، وانما هي مجعولة بالتبع بمعنى ان وجود القطع وجود بالذات لماهية هذا الحضور التام ووجود بالعرض للوازمها ، وهي لزوم الحركة والتنجيز والعذرية.
فحجية القطع اما لا جعل لها اصلا فيما اذا كان المراد منها طريقيته والانكشاف به.