.................................................................................................
______________________________________________________
تلك المعاني الّا هم عليهم الصلاة والسلام ، وليس غرضه اختصاص بناء العقلاء في الظواهر مطلقا بالمخاطب بها.
وهذه الدعوى حيث انها دعوى بلا بيّنه ، اذ لا وجه لخروج ظواهر الكتاب عن بناء العقلاء بعد ان تمّ بناؤهم على العمل بالظاهر مطلقا سواء من خوطب به ومن لم يخاطب ، فما الوجه في خروج ظواهر الكتاب عن بناء العقلاء؟ لذلك استدل لهم المصنف بالخبرين كدليل لهذه الدعوى ، وأحد الخبرين وارد في مقام ردع ابي حنيفة ، والثاني في مقام ردع قتادة ، قال عليهالسلام في ردع الاول : (ويلك ما جعل الله ذلك الا عند اهل الكتاب) (١) ولا ريب ان اهل الكتاب هم عليهالسلام ، فيدل هذا الخبر انه لا يصح لغير اهل الكتاب التمسك بالكتاب ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم في مقام ردع قتادة : (ويحك يا قتادة انما يعرف القرآن من خوطب به) (٢) ويدل هذا الخبر على اختصاص الكتاب بهم لانهم هم المخاطبون به.
وحيث عرفت انها لا ترجع الى دعوى اختصاص بناء في الظواهر بخصوص المخاطبين ، فلا بد وان يكون اختصاص خصوص الكتاب بمن خوطب به يرجع : اما الى دعوى كون الفاظ الكتاب قد وضعها الله تعالى الى معان خاصة غير ما هو الموضوع لها عند العرب ، او ترجع الى انها قد استعملت مجازا في معان خاصة ، ولا يفهم قرائن تلك المجازات الّا هم المخاطبون بالكتاب.
والحاصل : انه قد استعملت الفاظ الكتاب في معان غير ما يتراءى منها عند العرف العربي ، وقد صرّح بهذا السيد الصدر شارح الوافية حيث قال : «ان القرآن نزل على اصطلاح خاص الى آخر كلامه» والى هذا الوجه اشار بقوله : «اما بدعوى اختصاص فهم القرآن الى آخر الجملة».
__________________
(١) الوسائل ج ١٨ ، ص ٢٩ / ٢٧ ، باب ٦ من أبواب صفات القاضي.
(٢) الوسائل ج ١٨ ، ص ١٣٦ / ٢٥ ، باب ١٣ من ابواب صفات القاضي.