.................................................................................................
______________________________________________________
الفصول؟ او لبنائهم على اصالة عدم القرينة وان الاصول الوجودية عند العقلاء كلها ترجع الى الاصول العدمية كما يظهر من الشيخ الاعظم؟
وتوضيح الحال : ان لازم ما يراه صاحب الفصول وما يراه الشيخ ان عند العقلاء بناءين : بناء على الاخذ بالظاهر في مقام العمل ، وبناء آخر على نفي ما ينافي هذا الظاهر اذا شك في وجوده ، ويكون بناؤهم العملي متاخرا عن بنائهم على نفي احتمال وجود القرينة ، لوضوح كون العمل على طبق ما هو الظاهر انما يكون بعد البناء على عدم هذا الاحتمال.
واما على رأي المصنف فلا يكون للعقلاء بناءان بل بناء واحد ، وهو العمل على طبق الظهور حيث لا يصل كاشف اقوى منه ، وانه لا اثر عندهم للكاشف بوجوده الواقعي.
وبعبارة اخرى : ان الاثر عندهم انما هو لما يصل اليهم ، واما غير الواصل فلا اثر له عندهم حتى يحتاج الى بناء على رفعه ونفيه ، فالمنافي للظاهر بوجوده الواقعي لا قابلية له للمانعية حتى يحتاج الى بناء منهم على عدم تاثير هذا المانع.
وبعبارة اخرى : ان المانعية عندهم تلازم الوصول ، فالمنافي بوجوده الواقعي غير الواصل لا مانعية فيه حتى يحتاج الى عدمها بالبناء على عدم المانع ، والى هذا اشار بقوله : «لكن الظاهر انه معه» أي انه مع احتمال وجود القرينة وعدم وصولها «يبنى على المعنى الذي لولاها» أي لو لا القرينة «كان اللفظ ظاهرا فيه ابتداء» أي المرجع هو اصالة الظهور الذي هو ظهور بالفعل حيث لا قرينة ، ولو كانت القرينة واصلة لكان هناك ظهور آخر غيره ، فالمرجع لرفع هذا الاحتمال وعدم الاعتناء به هو اصالة الظهور «لا انه يبنى عليه» أي لا انه يبنى على التمسك بهذا الظهور «بعد البناء على عدمها» أي بعد البناء على عدم القرينة فان لازمه كون المرجع هو اصالة عدم القرينة.