.................................................................................................
______________________________________________________
فالجواب عنها من وجوه ، الاول : انه ليس للعقلاء سيرة على حجية قول اللغوي بخصوصه ، وغاية ما يدعى ان سيرتهم قائمة على الاخذ بقول اهل الخبرة بان بناء العقلاء قد استقر على الرجوع الى اهل الخبرة بما هم اهل خبرة ، ذلك الشيء غير المقيدة بكون صاحب الخبرة مسلما فضلا عن كونه عادلا ، وهي ليست من باب حجية خبر اهل الخبرة في نقله ، بل هي حجية اهل الخبرة في آرائهم المبنيّة على الحدس ، فقول اللغوي انما يدعى سيرة العقلاء عليه لانه من مصاديق هذه الكبرى ، لا لانه لغوي بالخصوص ، بل لكون اللغوي من اهل الخبرة.
الوجه الثاني : انه لا نسلم ان سيرة العقلاء قائمة على الاخذ بقول اهل الخبرة مطلقا ، بل القدر المتيقن هو قيام السيرة منهم على الاخذ بقول اهل الخبرة اذ حصل منه الوثوق والاطمئنان ، والمدعى في المقام حجية قول اللغوي مطلقا وان لم يحصل منه الوثوق ، ولم تثبت سيرة العقلاء على الاخذ بقول اهل الخبرة وان لم يحصل منه الوثوق والاطمئنان.
ومن الواضح انه لا يحصل بقول واحد من اللغويين وثوق ولا اطمئنان. واما قول جماعة منهم بحيث يحصل منه الوثوق والاطمئنان فلا يكون دليلا على حجية قول اللغوي بما هو لغوي ، بل انما يدل على حجية ما يحصل منه الوثوق والاطمئنان وهذا غير المدعى في المقام.
الوجه الثالث : ان اللغوي ليس من اهل الخبرة في تعيين الاوضاع ، وانما هو من اهل الخبرة في تعيين موارد الاستعمال.
والشاهد على كون اللغوي من اهل الخبرة بموارد الاستعمال لا من اهل الخبرة في تعيين الاوضاع ـ انهم في مقام ذكر معاني اللفظ لم يجعلوا علامة للمعاني الحقيقية تميّزها عن المعاني المجازية ، ولا اشكال في ان كثيرا من المعاني التي يذكرونها للفظ من المعاني المجازية.
فهذا يدل على ان همّ اللغوي ضبط موارد الاستعمال دون تعيين الاوضاع.