له ، بل كان ممحضا لنقل السبب عن حس ، إلا أنه كان سببا بنظر المنقول إليه أيضا عقلا أو عادة أو اتفاقا ، فيعامل حينئذ مع المنقول معاملة المحصل في الالتزام بمسببه بأحكامه وآثاره (١).
______________________________________________________
وقد اشار الى شمول ادلة الخبر للاجماع الدخولي بقوله : «اذا كان نقله متضمنا لنقل السبب والمسبب عن حس» واشار الى عدم الاطمئنان به في الغيبة بقوله : «لو لم نقل بان نقله كذلك» بان يكون على نحو الدخول ونقلا للسبب والمسبب عن حس «في زمان الغيبة موهون جدا».
(١) قوله (قدسسره) : «وكذا اذا لم يكن متضمنا الخ» هذا معطوف على عدم الاشكال في شمول ادلة حجية الخبر.
وتوضيحه : ان ادلة حجية الخبر كما تدل على حجيّة الخبر الناقل لرأي الامام عليهالسلام عن حس في اثباته للحكم الدال عليه كذلك تكون دليلا على حجية الخبر الناقل للسبب المستلزم لرأي الامام عليهالسلام ، لانه نقل للسبب عن حس واثباتها للمسبب بواسطة الاستلزام ، فان الامارة التي قام الدليل على اعتبارها حجة في اثبات لازمها كما هي حجة في اثبات الملزوم في دلالتها عليه ، فاذا كان السبب المنقول عن حس سببا عند من نقل اليه فلا اشكال في اثباته لرأي الامام عليهالسلام بواسطة الاستلزام ، فاذا كان ـ مثلا ـ المنقول اليه ممن يرى الاجماع اللطفي ونقل الثقة له اتفاق اهل العصر فلا اشكال في كون هذا الاجماع المنقول حجة عند المنقول اليه في اثباته لراي الامام عليهالسلام ، فهذا الاجماع المنقول وان كان اخبارا عن السبب عن حس لا عن المسبب إلّا انه لما كان السبب المنقول عن حس سببا عند المنقول اليه مستلزما لرأيه عليهالسلام فلا بد من ترتيب لازمه وهو الالتزام بموافقة رأي الامام لما اتفق عليه علماء العصر مثلا ، والى هذا اشار بقوله : «وكذا» أي لا اشكال ايضا في حجية الاجماع المنقول فيما «اذا لم يكن متضمنا له» أي لم يكن متضمنا لنقل المسبب عن حس كالاجماع اللطفي «بل كان ممحضا لنقل السبب» فقط «عن حس الا» ان