.................................................................................................
______________________________________________________
اما لو كان بحيث لو ظهر لهم لقتلوه فوجوب تبليغهم الى معارفهم يسقط لانه منوط بالرجوع اليه والناس لا يرجعون اليه بل يقتلونه لو عرفوه ، وحيث انه لا بد وان يكون دائما لله على الناس الحجة كان وجوده فقط واجبا من باب اللطف.
اما تصرّفه بايصال الناس الى ما هو الحق في معارفهم واحكامهم فلا يجب لعدم تحقق شرطه وهو الرجوع اليه ، ولذا قالوا : ان وجود الامام لطف وشرطه متحقق دائما ، وهو ان يكون لله على الناس الحجة ، وتصرّفه لطف آخر منوط بالرجوع الى الامام وهو غير متحقق ، بل المتحقق نقيضه وهو عدم الرجوع اليه بل لو عرفوه لقتلوه ، فلا يجب على الامام من باب اللطف الظهور لا يصال التكليف الحق.
فظهر ان هنا لطفين : وجود الحجة وتصرفه ، واللطف الاول موجود ، والثاني مفقود لعدم تحقق شرطه.
واما كون الغرض من التكليف اطاعته والّا لكان لغوا ففيه اولا : ان الغرض من التكليف كما يكون اطاعته كذلك يكون الغرض منه ان لا يكون للناس على الله الحجة ، وهنا الغرض منه هو الثاني دون الاول.
وثانيا : ان الغرض من التكليف مختلف ، تارة يكون على وجه يجب ايصاله ولو بنحو وجوب الاحتياط في مورده ، واخرى يكون الغرض اوسع من ذلك بان يكون بنحو لو وصل لوجب على الناس من طاعته ، والتكليف في مورد لا يصل من قبيل الثاني.
وثالثا : ان التكليف يكفي في عدم لغويته تحقق اطاعته في زمان من الازمنة ، ولا بد بظهوره ـ عجل الله فرجه ـ تتحقق فعليته ووصوله ، وتتحقق اطاعته.
وثانيا : لو سلمنا وجوب تصرّفه من باب اللطف على كل حال وعدم كونه مشروطا بالرجوع اليه ، فانما يجب عليه الظهور لابلاغ التكليف الحق حيث يكون التكليف الحق الذي ينفرد به فعليّا الزاميا ، اما اذا لم يكن فعليا بل كان انشائيا لم يتحقق شرط فعليّته او كان غير الزامي فلا مورد لقاعدة اللطف ، لعدم وجوب