.................................................................................................
______________________________________________________
الواسطة ، كالنار بالنسبة الى حرارة الماء فان النار واسطة في ثبوت الحرارة للماء وهي موجودة ايضا في النار ، هذا اذا كان المراد من المخبر به مؤدى الخبر.
واما اذا كان المراد من المخبر به مطابق المؤدى فهو ليس بمتواتر ، ووصفه بالتواتر بحال غيره لا بحال نفسه.
ولا يخفى ان الحال كذلك ، فان الخبر الدال على شيء ـ كمجيء زيد ـ حسي ، واما مطابقه وهو مجيء زيد في الخارج فليس بحسي.
ويتضح لك ايضا مما ذكرنا انه اذا قام التواتر عند شخص فالخبر متواتر والمخبر به متواتر ، فانه اذا اخبر جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب فنفس اخبار الجماعة متواتر وما اخبروا به متواتر ، هذا حال التواتر المحصّل وهو حسي.
واما التواتر المنقول فهو نقل لنفس السبب وهو الخبر المتواتر عن حس ، وللمسبب وهو المخبر به نقل عن حس ايضا. نعم هو نقل لمطابق المخبر به في الخارج عن حدس.
وقد عرفت مما مر في الاجماع ان أدلة اعتبار الخبر الواحد كما تشمل المخبر به عن حس كذلك تشمل المخبر به عن حدس اذا كان المنقول اليه ممن يرى الملازمة بين السبب ووقوع المسبب في الخارج ، لانه اخبار حسي عما يستلزم اثرا شرعيا وان لم يكن حسيّا عن نفس الاثر الشرعي.
والحاصل : ان الناقل لتواتر خبر ينقل الخبر والمخبر به عن حس ومطابق المخبر به في الخارج عن حدس. ولما كان الاثر لمطابق المخبر به في الخارج ، فاذا كان الناقل ينقل التواتر العادي فهو حجة لانه نقل للمخبر به عن حس ومطابقة المخبر به لما في الخارج امر عقلي لان المفروض ان استلزامه للصدق لانه يمتنع تواطؤهم على الكذب عادة.
واما اذا كان الناقل يقول بالتواتر بالمعنى الثاني فالتواتر عنده متحقق ، واما عند غيره فيثبت حيث يفرض ان المنقول اليه ممن يرى الملازمة بين السبب المنقول عن حس