.................................................................................................
______________________________________________________
واجاب صاحب الفصول عن هذا الاشكال : بان الموضوع ليس هو الأدلة بما هي أدلة بل نفس ذوات الأدلة لا بوصف كونها أدلة ، وحينئذ يكون البحث عن دليلية الدليل بحثا عن عوارضه.
وفي هذا الجواب تجشم واضح ، فان الظاهر كون الأدلة بما هي أدلة موضوعا لا نفس ذوات الأدلة.
الجهة الثانية : انه لو سلّمنا ان البحث عن دليلية الأدلة الاربعة من العوارض إلّا ان الخبر الواحد ليس واحدا من الأدلة الاربعة ، فان الأدلة الاربعة هي الكتاب والاجماع والعقل والسنة ، ومن الواضح ان الخبر الواحد ليس من الكتاب ولا من الاجماع ولا من العقل فتبقى السنة ، فاذا كان الخبر الواحد ليس من السنة يكون خارجا عن الأدلة الاربعة ويكون بحثا عن مسألة ليس لها مساس بما هو الموضوع لعلم الاصول ، فيخرج البحث عنه عن ان يكون بحثا عن علم الاصول بعد فرض عدم انطباق ما هو الموضوع لعلم الاصول عليه.
واما كون الخبر الواحد ليس من السنة ، فلأن السنة هي قول المعصوم او فعله او تقريره ، والخبر الواحد هو الحاكي لاحد هذه الثلاثة ، ومن الواضح ان الحاكي غير المحكي عنه ، وقد اشار المصنف الى الجهة الاولى من الاشكال ، وان الجواب المذكور عنها من التكلف والتجشم بقوله : «لا يكاد يفيد في ذلك» أي بعد كون الموضوع هو الأدلة يستشكل بكون البحث عن دليليّة الخبر ليس بحثا عن عوارض الموضوع بل هو بحث عن نفس الموضوع ، فلا يكاد يفيد في ذلك «أي» في مقام الجواب عنه وتصحيح «كون هذه المسألة اصولية» ما اجاب عنه في الفصول من «تجشم دعوى ان» الموضوع هو ذوات الأدلة لا بما هي أدلة.
وعليه يكون «البحث عن دليليّة الدليل بحثا عن احوال الدليل» لانه أولا تجشم لان الظاهر كون الأدلة بما هي أدلة هي الموضوع لا ذوات الأدلة.