.................................................................................................
______________________________________________________
الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى) فانه شاهد ايضا على ان المراد هو الظن المتعلق بمثل ذلك ، وهو الظن المتعلق باصول الدين ، فان كون الملائكة ذكورا او اناثا مما يتعلق بالاصول لا بالفروع ، وكذا ظن الذين لا يؤمنون بالاخرة فانهم هم الكفار المنكرون للبعث ، وظن هؤلاء انما هو في اصول الدين فان الذي ينكر اصول الدين لا يفكر في فروع الدين حتى يكون له ظن بها.
واما لان الظاهر من الآية هو عدم اغناء الظن بما هو ظن عن الحق وان اصاب الواقع ، وكون الظن مع اصابته للواقع غير مغن عن الحق انما هو فيما اذا كان في اصول الدين ، لان المطلوب فيها هو التيقن وعقد القلب على ما تيقن به ، واما الظن في الفروع فالمصيب منه للواقع لا يكون غير مغن عن الحق لفرض اصابته لما هو الحق وهو الواقع ، وقد اشار الى الانصراف فيها الى الظن بالاصول بقوله : «فبان الظاهر» فانه انما يكون الظاهر منها هو الظن بالاصول لا بالفروع لاجل الانصراف ، ولولاه لكانت مما تعمّ الفروع.
وثانيا : انه لو تنزّلنا عن دعوى ظهورها بواسطة الانصراف في الظن في الاصول فلا اقل من ان يكون ما ذكرناه موجبا لاجمالها من حيث الشمول للفروع ، لاحتمال كون البيان فيها انما هو لاجل خصوص الاصول ، فان شمولها انما هو بالاطلاق ولا بد من احراز كون البيان لاجل ما يشمل الفروع ، وما ذكرنا اذ لم يصلح لان يوجب الانصراف فيها لخصوص الاصول فلا اقل من كونه موجبا لعدم احراز البيان فيها لما يشمل الفروع ، فلا يكون لها اطلاق شامل للفروع وتكون مجملة والقدر المتيقن منها هو الظن في اصول الدين ، والى هذا اشار بقوله : «او المتيقن من اطلاقاتها هو اتباع غير العلم في الاصول الاعتقادية لا ما يعم الفروع الشرعية».
واما آية (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)(١) فلا يتأتى فيها الجوابان المذكوران ،
__________________
(١) الاسراء : الآية ٣٦.