.................................................................................................
______________________________________________________
ومنها : ان مرجع هذا الاستدلال الى كون العقل يدل على ان الوصف في المقام علة منحصرة لا من حيث دلالة مفهوم الوصف دلالة لفظية.
وحاصله : لخبر الوليد وصفان : وصف ذاتي وهو كونه خبر واحد ، ووصف عرضي وهو كونه خبر فاسق ، فاما ان يكون العلة لوجوب التبيّن هو وصفه الذاتي فقط وهو كونه خبرا واحدا ، او يكون وصفه العرضي فقط وهو الحاصل من اضافته الى الفاسق ، واما ان يكون كل واحد منهما علة ، وحيث ان ظاهر الآية ان لوصف الفسق خصوصية فلا بد من انتفاء الاحتمال الاول وهو كون العلة المنحصرة هي وصف كونه خبرا واحدا ، وكذلك الاحتمال الآخر وهو كون كل واحد منهما علة مستقلة ، لوضوح انه مع كون الوصف الذاتي علة مستقلة لا وجه لذكر الوصف العرضي ، فيتعيّن ان العلة هي الوصف العرضي وهو كونه خبر فاسق.
فان قيل انه يمكن ان يكون العلة هي الجامع بينهما.
فانه يقال : ان الظاهر هو كون عنوان الفسق بخصوصه له دخل ، واذا كانت العلة هي الجامع لا يكون لوصف الفسق بخصوصه دخل ، فكون الظاهر ان لعنوان الفسق بخصوصه خصوصية تنفي كون العلة هي الجامع.
والجواب عنه : انه يحتمل ان العلة هي الوصف الذاتي ، والوصف العرضي انما جيء به للتنبيه على فسق الوليد.
ومنها : ان مناسبة الحكم والموضوع تقتضي التبيّن عن خصوص خبر الفاسق دون العادل ، لكون الفاسق غير مأمون الكذب ، بخلاف العادل فانه مأمون الكذب.
والجواب عنه : ان مناسبة الحكم والموضوع لا توجب القطع بأن العلية المنحصرة لوجوب التبيّن خصوص صفة الفسق ، لانها مناسبة ظنيّة لا توجب اكثر من الظن بذلك.
وهناك وجوه أخر ضعيفة تركناها مخافة التطويل.