.................................................................................................
______________________________________________________
وحاصله : ان العناوين التي تكون موضوعا لاستحقاق العقاب والثواب هي العناوين المنظورة بالاستقلال ، دون العناوين التي كانت منظورة بما هي آلة للغير ولحاظها لحاظ آلي ، لوضوح ان المنظور بالنظر الآلي غير مقصود بالذات وانما هو محض طريق الى غيره ، وكثيرا ما لا يكون ملتفتا اليه ، ولا بد ان يكون ما هو الموضوع في استحقاق الثواب والعقاب ملتفتا اليه دائما ، لوضوح ان العقاب والثواب على الافعال انما هو على الاختياري منها ، والاختيار منوط بالالتفات لوضوح ان الفعل المغفول عنه ليس من الافعال الاختيارية للفاعل المختار وانما هو من افعال الغافل دون المختار.
ومن الواضح ايضا : ان من يحصل له القطع بشيء يكون نفس ذلك الشيء بما هو وبذاته حاضرا عنده لا بما هو مقطوع به ، وكثيرا ما يغفل القاطع بشيء عن الالتفات الى ذلك الشيء بما هو مقطوع به وبما هو متعنون بهذا العنوان ، وانما الملتفت اليه دائما عند القاطع هو نفس ذلك الشيء بذاته وبعنوانه الخاص به دون عنوان كونه مقطوعا به.
والقائل بان معنون عنوان التجري والانقياد هو الفعل المتجرى به والمنقاد به لا يلتزم بالتفصيل بين حال الالتفات وعدمه ، وقد عرفت ايضا انه ليس في المقام عنوان للفعل غير عنوان ذاته من العناوين الثانوية الموجبة لكونه من مصاديق التجري او الانقياد الا عنوان كونه مقطوعا به ، وهذا العنوان الثانوي لا يصح ان يكون من مصاديق التجري والانقياد دائما ، بل ربما يلتفت اليه وربما لا يلتفت ، بل الغالب ان يكون مما لا يلتفت اليه ، وقد عرفت ان عنوان الموضوع الموجب لاستحقاق الثواب والعقاب لا بد وان يكون ملتفتا اليه دائما لا طورا وطورا ، لما عرفت من انه حال كونه مغفولا عنه لا يكون الفعل من الافعال الاختيارية ، وما لم يكن الفعل اختياريا لا يوجب استحقاق ثواب او عقاب والى هذا اشار بقوله : «هذا مع ان الفعل المتجرى به او المنقاد به بما هو مقطوع الحرمة والوجوب لا يكون اختياريا» وانما