.................................................................................................
______________________________________________________
العقاب قبيحا فلا يكون الخوف منه حسنا ولا لازما ، لبداهة انه مع حكم العقل بقبحه يكون هذا الحكم من العقل مؤمّنا من العقاب فلا يكون الحذر من العقاب حسنا ولا واجبا.
واذا عرفت ما ذكرنا ـ تعرف بان ظهور الآية في محبوبية الحذر من المنذرين ـ بالفتح ـ عقيب انذار الطائفة الذين تفقهوا في الدين لازمه حجية قول المنذرين ـ بالكسر ـ لوضوح ان انذار المنذرين ـ بالكسر ـ بالاحكام اذا لم يكن حجة على المنذرين ـ بالفتح ـ لا يكون حذرهم من انذار المتفقهين حسنا ولا واجبا ، لان تنجّز الحكم في حق العبد لا يكون إلّا بالعلم او بقيام الحجة عليه ، ومن البديهي ان المنذرين ـ بالفتح ـ لا يحصل لهم العلم من قول المنذرين ـ بالكسر ـ واذا لم يكن مما يحصل منه العلم المنجز للحكم فلا بد وان يكون الحكم قد تنجز بقيام الحجة على المنذر ـ بالفتح ـ ولا يكون قول المنذر ـ بالكسر ـ حجة على المنذر ـ بالفتح ـ إلّا بان يكون قد جعل حجة واعتبر له ما للعلم من الاثر ، فتكون الآية الآمرة بالنفر والانذار ومحبوبية الحذر عقيب الانذار دالة على حجيّة قول المنذر في حق المنذر ، وقد اشار المصنف الى مختاره فيما وضعت له كلمة لعل بقوله : «ان كلمة لعل وان كانت مستعملة على التحقيق في معناه الحقيقي» ومراده من المعنى الحقيقي للترجي هو الموضوع له كلمة لعل ، ولذا عقبه بقوله : «وهو الترجي الايقاعي الانشائي».
واشار الى ان الترجي الحقيقي الموجود في افق النفس هو إما شرط في الوضع او انه هو المنصرف اليه أي الموضوع له لفظ لعل هو الترجي الانشائي إما بشرط كون الداعي له هو التجري الحقيقي ، واما ان المنصرف من كلمة لعل عند اطلاقها هو الترجي الانشائي الذي يكون بداعي الترجي الحقيقي ، وعلى كل منهما فانه يستحيل ان تكون هذه الكلمة مستعملة في القرآن بهذا المعنى لاستحالة الجهل عليه تعالى عن ذلك بقوله : «الّا ان الداعي اليه حيث يستحيل في حقه تعالى ان يكون هو الترجي الحقيقي» الموجود في افق النفس.