.................................................................................................
______________________________________________________
ولا يخفى ان مراد المصنف من العزم ليس هو العزم بحسب الاصطلاح في مقدمات الفعل الاختياري ، بل مراده منه هو كونه بمعنى القصد والارادة ، فهو عطف تفسير على القصد ، واما العزم بحسب الاصطلاح فهو من مقدمات القصد والارادة كما اشار اليه المصنف في حاشيته على الرسائل.
وحاصله : ان الفعل الاختياري مسبوق بمقدمات ست : تصوره ، والتصديق بفائدته ، والجزم وهو عقد القلب على انه ينبغي صدوره ورفع موانع عدمه ، والعزم وهو الشوق اليه غير البالغ حد الارادة ، والارادة وهي الشوق البالغ حد التحريك للعضلات ، وتحريك العضلات اليه.
وبعضهم يعدها سبعا لانه يجعل بين تصوره والتصديق بفائدته ميل ما اليه وهيجان رغبة له ليدعوه الى النظر في فائدته والتصديق بها.
وعلى كل فالعزم بحسب الاصطلاح من مقدمات الارادة ، لان كل مقدمة سابقة من هذه المقدمات هي كعلة للاحقها فهي كسلسلة علل ومعلولات الى ان تنتهي الى الفعل الاختياري.
وعلى كل فالعزم بحسب الاصطلاح ليس هو الارادة ، ولكن مراد المصنف من قوله والعزم على الطغيان المعطوف على قصد العصيان هو العزم بمعنى القصد والارادة.
وحاصل الجواب : ان العقاب على ارادة الفعل المتجرى به دون نفس الفعل ، فلا يرد الاشكال ولذا قال : «العقاب انما يكون على قصد العصيان والعزم على الطغيان لا على الفعل الصادر بهذا العنوان» أي بعنوان كونه مقطوعا به ، فان الفعل بهذا العنوان الآلي يكون صدوره «بلا اختيار» ولا عقاب على الفعل حيث يكون صدوره بلا اختيار.