.................................................................................................
______________________________________________________
الجهاد طائفة من كل فرقة ، وهؤلاء النافرون يجب عليهم التفقه ايضا والانذار عند رجوعهم الى من تخلف من الفرق لعل المتخلفين يحذرون من انذار هؤلاء.
الثاني : ان المراد من النفر هو الجهاد ولكنه هو الجهاد الذي يأمر به رسول الله في بعوثه التي يبعثها للغزو ، وعلى هذا فتكون الفرقة المتخلفة هي الفرقة الباقية مع رسول الله ، وهي التي يجب عليها التفقه والانذار ، واليها يرجع ضمير ليتفقهوا ولينذروا وقومهم واليهم ، ويكون ضمير رجعوا ولعلهم راجعا الى الطائفة النافرة ، وعلى هذا يكون معنى الآية انه لا يجب على كل المؤمنين ان ينفروا كلهم الى الجهاد اذا بعثهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وامرهم به ، بل يجب ان ينفر من كل فرقة طائفة الى الجهاد ويتخلف الباقون مع رسول الله ، ويجب على المتخلفين ان يتفقهوا ويتعلموا معالم الدين منه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويجب ان ينذروا قومهم وهم الطائفة النافرة للجهاد اذا رجعوا اليهم بما تفقهوا به وتعلموه منه صلىاللهعليهوآلهوسلم لعل النافرين يحذرون من انذار المتخلفين ، والى هذين الوجهين اشار بقوله : «كي ينذروا بها المتخلفين» أي كي ينذر النافرون المتخلفين وهو الوجه الاول ، والوجه الثاني اشار اليه بقوله : «او النافرين» أي كي ينذر المتخلفون النافرين.
الثالث من الوجوه : ان يكون المراد من النفر ليس النفر الى الجهاد ، بل المراد منه هو النفر الى رسول الله ، ويكون معنى الآية انه لا يجب على المؤمنين الذين يبعد محل اقامتهم عن مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ان ينفروا الى رسول الله كلهم ، بل يجب ان ينفر الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم طائفة منهم ليتفقهوا ويتعلموا معالم الدين منه صلىاللهعليهوآلهوسلم ولينذر هؤلاء النافرون قومهم المتخلفين إذا رجعوا اليهم لعل المتخلفين يحذرون بانذارهم.
والفرق بين الوجه الثالث والاول هو ان النفر في الاول هو النفر الى الجهاد ، وفي الثالث هو النفر الى رسول الله ، واما في كون المنذرة هي الطائفة النافرة والمنذرة بالفتح هي الفرقة المتخلفة فلا فرق بينهما من هذه الجهة ، فراجع.