الحذر عند إحراز أن الانذار بها ، كما لا يخفى (١).
______________________________________________________
لان النفر هو لاجل الحكم الواقعي والحذر الواجب يكون لغيره ، ولازم ذلك ان يكون الحذر غاية لغير ما نفروا اليه وتفقهوه وانذروا به.
وبعبارة اخرى : ان الآية تدل على ان الخوف يجب على المنذرين ـ بالفتح ـ ان لا يقعوا في خلاف ما عرفه الطائفة النافرة وتفقهوه ، والذي عرفه الطائفة النافرة هو الاحكام الواقعية ومعالم الدين الحقيقية ، وكون الحذر الواجب هو الخوف من مخالفتها يستلزم ان تكون الاحكام الواقعية واصلة وصولا حقيقيا الى المنذرين ـ بالفتح ـ ولا تكون واصلة كذلك إلّا اذا احرزت بالعلم ، والاحراز بالعلم انما يكون مما يترتب على مجموع انذار الطائفة النافرة لا على انذار كل فرد منها ، والى هذا اشار بقوله : «كي ينذروا بها» أي كي ينذروا بما تفقهوا به وعرفوه وتعلموه ، والذي فقهوه وعرفوه وتعلموه هو الاحكام الواقعية.
واشار الى انه اذا كان التفقه بها والانذار بها يستلزم ان يكون الخوف الواجب هو الخوف منها ، واذا كان الخوف الواجب هو الخوف من مخالفة الاحكام الواقعية كان لا بد من احرازها بالعلم بقوله : «وقضيته» أي وقضيته كون التفقه للاحكام الواقعية والانذار بها «انما هو» موجب لكون «وجوب الحذر عند إحراز أن الانذار بها» أي بالاحكام الواقعية ، ومن الواضح انه ما لم يحرز بالعلم لا يكون الانذار انذارا بها وانما يكون الانذار انذارا بها ، حيث يتحقق انذار مجموع الطائفة النافرة لا بتحقق انذار أي فرد منها.
(١) لقد ورد في تفسير هذه الآية وجوه ثلاثة اشار الى وجهين منها :
الاول : ان المراد من النفر في الآية هو الخروج الى الجهاد ، وان تكون الطائفة النافرة هي المتفقهة وهي المنذرة عند رجوعها الى المتخلفين ، وعلى هذا فيكون المرجع للضمير في يتفقهوا وينذروا وقومهم ورجعوا هم الطائفة النافرة ، والضمير في اليهم ولعلهم مرجعه هم الفرقة المتخلفة ، ويكون معنى الآية ان الله يجب ان ينفر الى