.................................................................................................
______________________________________________________
وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)(١).
وتقريب الاستدلال بهذه الآية ان الله تعالى مدح نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بانه يسمع من المؤمنين ويؤمن لهم فيما يخبرونه به ، والمدح من الله على شيء يدل على حسنه وصحة ارتكابه.
توضيح هذا التقريب : ان المراد من سماع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من المؤمنين هو سماعه من كل مؤمن لا من مجموع المؤمنين ، والمقصود من سماعه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو ترتيب الاثر على خبر المؤمن لا السماع الطبيعي للصوت ، فان سياق الآية بقرينة قوله اذن خير لكم انه اذن خير لكل مؤمن ، وانه انما يكون اذن خير للمؤمن حيث انه يرتب الاثر على كلامه لا لانه يسمع صوته ، مضافا الى انه قرن تصديقه للمؤمن بتصديقه بالله تعالى نفسه عزوجل ، ومن البين ان تصديقه بالله تصديق بالواقع الذي يترتب عليه جميع الآثار ، وفي كون تصديقه للمؤمنين مقترنا بالله دلالة قوية على مدح هذا التصديق وان هذا التصديق التعبدي هو بمنزلة التصديق الحقيقي.
ومنه ظهر ان لازم هذا المدح هو حجية الخبر ، لانه :
اولا : ان كون الشيء حسنا عند الله هو صحة ارتكابه في ترتيب آثاره عليه ، لبداهة انه لو لم يترتب الاثر عليه ما كان ذلك سماعا لخبر المؤمن وصحة ترتيب الآثار ، وحسن ذلك عند الله يدل بوضوح على حجيته تعبدا ، وإلّا لكان ترتيب الآثار عليه غير صحيح ولا حسن.
وثانيا : ان جعل تصديقه للمؤمنين مقرونا بتصديقه به تعالى الذي هو محض التصديق بالواقع يدل ـ أيضا ـ على ان ترتيب الاثر على خبر المؤمنين هو بمنزلة التصديق بالله في كونه تصديقا بالواقع وبترتيب آثاره ، والى ما ذكرنا اشار بقوله :
__________________
(١) التوبة : الآية ٦١.