نمه ، وتصديقه لله تعالى بأنه نمه (١) ، كما هو المراد من التصديق في قوله عليهالسلام فصدقه وكذبهم ، حيث قال ـ على ما في الخبر ـ يا أبا محمد كذب
______________________________________________________
والمراد من الآية هو الاخير لوضوح عدم ارادة الاول والثاني لعدم حصول القطع من اخبار المؤمن غالبا ، ولان سرعة القطع ليست من الصفات الممدوحة فيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعدم ارادة الثالث وإلّا لما كان اذن خير للجميع ، فيتعين ان يكون المراد من التصديق في الآية هو المعنى الرابع ، وقد عرفت انه عليه تكون الآية اجنبية عن الدلالة على حجية الخبر تعبدا.
(١) قد عرفت ان استظهار كون المراد من التصديق في الآية هو المعنى الرابع مستند الى قرينة فيها تدل على ذلك وهي قوله تعالى : (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ)
وهناك قرينة اخرى تدل على انه ليس المراد من التصديق فيها هو ترتيب جميع الآثار هي ما اشار اليها بقوله : «ويظهر ذلك من تصديقه للنمام» وهو مورد نزول الآية ، فان المفسرين ذكروا وجهين لسبب نزولها :
الاول : انها نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يلمزون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بما لا ينبغي فنهاهم احدهم عن ذلك خشية ان يطلع النبي على ذلك منهم فيعاقبهم ، فقالوا له انه اذن اذا اطلع علينا ثانية فنقول له ما قلنا ونحلف له فيصدقنا ، وهذا الوجه يناسب الجواب الاول وقد عرفت عدم صحته ، فلا بد وان يكون المراد ايضا في مدحه بالتصديق هو اظهار التصديق منه صلىاللهعليهوآلهوسلم لهم الذي هو خير لهم ، فانه بعد كونهم من المنافقين فلا يعقل ان يكونوا مشمولين لحجية الخبر التي يراد بها ترتيب جميع الآثار ، والالتزام بدلالتها على حجية الخبر مع عدم انطباقها على مورد النزول بعيد جدا.
الوجه الثاني : وهو المشار اليه في المتن ان مورد نزولها هو النمام المنافق نبتل بن أوس ، فانه كان يأتي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيسمع كلامه في المنافقين وينم به اليهم ، فاخبر الله نبيه بنميمته فاحضره النبي وسأله فانكر وحلف انه لا ينم عليه فاظهر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم