.................................................................................................
______________________________________________________
وحاصل الجواب الاول : ان الارادة وان لم تكن بالاختيار للزوم التسلسل ، إلّا انه يكفي في صحة العقاب على الامر غير الاختياري كون بعض مبادئه اختيارية وبعض مبادي الارادة اختياري غالبا بل دائما وهو التصديق بالفائدة ، والجزم الذي هو عقد القلب على دفع الموانع وسد ثغور العدم ، فان العبد يمكنه ان يتأمل ولا يصدق بفائدة المحرم المنحصرة تلك الفائدة في ملائمتها لشهوته فقط ، فانه اذا تأمل وعرف ما يترتب عليه من المضار والمفاسد والهتك لمولاه والطغيان عليه ، وما يستلزم ذلك من تبعات العقوبة واللوم والذم ـ لا يحصل له التصديق بفائدة ليس فيها سوى الملاءمة لشهوته فقط ، ويمكنه ان يتأمل ايضا فلا يجزم بلزوم سد ثغور عدم هذا الشيء الذي يترتب على وجوده مفاسد وهتك لمن لا ينبغي هتكه والجرأة عليه ، بل ينبغي اطاعته والقيام بمراسم العبودية ، لانه بهتكه له يستحق العقاب من مولاه واللوم والذم من العقلاء.
وبالجملة : انه ليس كل ما لا بالاختيار لا يقتضي استحقاق العقوبة ، بل اللااختيار الذي بعض مقدماته اختيارية مما يستحق فاعله العقاب عليه ، واللااختيار الذي لا يستحق فاعله العقاب هو اللااختيار الذي ليس له مقدمة اختيارية سواء لم تكن له مقدمة كنفس تصور الشيء او تكون له مقدمة ولكنها غير اختيارية كالميل الجزئي المتعقب للتصور ، والى هذا اشار بقوله : «مضافا الى ان الاختيار وان لم يكن بالاختيار» وإلّا لتسلسل فنفس الاختيار ليس اختياريا «إلّا ان بعض مبادئه غالبا» بل دائما مثل التصديق والجزم «يكون وجوده» أي وجود بعض مبادئه مثل التصديق والجزم «بالاختيار للتمكن من عدمه» أي للتمكن من عدم التصديق والجزم «بالتأمل فيما يترتب على ما عزم عليه» وما بنى على ارتكابه «من» المفاسد ك «تبعة العقوبة واللوم والمذمة» فيستطيع ان لا يصدق ولا يجزم بارتكاب ما يترتب عليه تلك التبعات. هذا حاصل الجواب الاول ولا بد من التأمل فيه جدا ،